ما حكم التصرف في أموال الأيتام القصر للضروة

لدي مال لأبناء قُصَّر أيتام والمبلغ حوالي مائة ألف ريال، وحكمت علي الظروف في صرفه، فما هو العمل في موضوعي، علماً بأني في الوقت الحاضر لا أستطيع التسديد، أرشدوني

الإجابة

على كل حال قد أسأت في هذا، كان الواجب عليك أن تجعله في وجه من الوجه الذي ينميه، ولكن بدلاً من ذلك صرفته في حاجاتك هذا لا شك أنه منكر وغلط منك فعليك التوبة إلى الله، والرجوع إليه سبحانه وتعالى وعليك أن تبذل قصار جهدك في تحصيله ثم إخراجه من يدك إلى جهة تنميه إما بطريق المضاربة، وإما بشراء سلعة تبيعها إلى أجل ينفع هؤلاء القصر، وإما بأسباب أخرى تنمي هذا المال على وجه شرعي مأمون، وهذا هو الواجب عليك لعل الله يخلصك من هذا المال الذي بليت به. والأيتام أمانة وحقهم أمانة فالواجب على الوكيل والولي أن يتقي الله فيهم، وأن ينمي مالهم ويحرص على الطرق التي تسبب ربحه ونموه بدلاً من إتلافه أو صرفه في حاجاته، نسأل الله أن يعينك ويسهل أمرك ويمن عليك بالتوبة النصوح. موقفه مع هؤلاء الأيتام سماحة الشيخ هل يصارحهم؟ ليس هناك حاجة إلى المصارحة لأنهم قصر قد يضرهم هذا، وقد يؤذيهم لكن يجتهد فيما بينه وبين الله ولو بالاقتراض إذا تيسر، يقترض حتى يكون الدين لغيرهم، يعني لإنسان يطالب، أما هؤلاء فقُصَّر لا يعرفون المطالبة، وقد لا يبالي بهم، لكن إذا استلف اقترض من غيرهم فصاحب القرض قد يطالبه، قد يوجب له الجد والاجتهاد في طلب الرزق والحرص على أعمال يوفي منها. عندما يكون المرء ولياً على أيتام لعل هناك نصيحة شيخ عبد العزيز؟ النصيحة تقوى الله في ذلك وأن يصونهم ويحمي أموالهم ويربيهم التربية الشرعية، ويعلمهم ما ينفعهم وينهاهم عما يضرهم، ويجتهد في كل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ومن ذلك الحرص على تنمية أموالهم بالطرق الشرعية التي يستطيعها، أما بشراء عقار لهم يؤجر وينفعهم، وإما بجعل ذلك في يد ثقة ينمي هذا المال ويتجر فيه، وإما أن يساهم به في شيء مأمون أراضي أو غير ذلك حتى يحصل لهم بذلك الفائدة، المعنى أنه يجتهد في كل ما ينفعهم في الدين والدنيا ولا يقصر ولا يتساهل. إذاً لا يمد يديه على أموالهم والحمد لله والحالة هذه إلا لاستثمارها لهم؟ إلا ما ذكر الله إذا كان فقيراً يأكل بالمعروف، مثل ما قال جل وعلا في ذلك: (وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) يعني يأكل معهم بالمعروف بغير إجحاف.