الإجابة: بلا ريب، هذه المجمعات لا يجوز أن يكون المسلم جزءاً منها؛ فقد جمعت بين الانتساب إلى فساد العقيدة الحزب الوطني العلماني- ولا ريب ستكون الندوات الثقافية في إظهار الثقافة العلمانية أو صورة مشوهة عن الإسلام، وأيضاً فيها من فساد الأخلاق بالاختلاط، وما يترتب عليه من التشجيع على التبرج وآثاره، وكل مسلم مُعَظِّم لأمر الله، حريصٌ على تقواه، لا يمكن أن يكون في هذه المجمعات، ولكن هذه الأخت التي استدرجها الشيطان بحاجة إلى من يرشدها إلى الصواب، وقد لا تكون مشكلتها الحاجة إلى معرفة الحكم الشرعي، ولكن الحاجة إلى إرادة التقوى، لأن المعصية قد تأتي من قِبَل عدم العلم، وقد تأتي من قِبَل عدم الإرادة، وكلاهما يسمى جهلاً، لأن من عصى الله لأنه لا يعلم أحكامه جاهل، ومن عصاه مع علمه بأحكامه غير أنه لا يريد الانقياد إليها جاهل أيضاً، الأول جاهل بأحكام الله، والثاني جاهل بعظمة الله تعالى، ولهذا قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قال العلماء: كل من عصى الله فهو جاهل، ولهذا قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. ولهذا كتب ابن القيم كتابه (مفتاح دار السعادة ومنشور ولايتي العلم والإرادة) فلا يكفي العلم حتى يكون مع إرادة الخير، وإنما قيل الإرادة وليس العمل، لأن الإرادة أصل العمل إذا وجدت ترتب عليها العمل، وإذا تخلَّف العمل لسبب خارجي، كان مريد الخير كمن عمل، يُثاب على مجرد إرادته. ولهذا قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فالحكمة تُلقى لمن يجهلها، والموعظة الحسنة هي لمن يعلم ولا يعمل بعلمه، والجدال لمن قامت لديه شبهات فهو بحاجة إلى جدال، وهذه الثلاثة أصناف الناس الذين هم بحاجة إلى الدعوة في كل زمان ومكان. والحاصل أن هذه الأخت بحاجة إلى الموعظة الحسنة، إلى موعظة تحيي قلبها، وبعد ذلك، فالله تعالى هو هادي القلوب سبحانه والله أعلم.