المرأة التي تطلب أن يكون مهرها القرآن

هل يجوز أن أطلب المهر كتاب الله القرآن الكريم، والهدف أن ألاقي ذلك في الآخرة، بما أن قراءة فيه الحرف بعشر حسنات، أي أريد أن أكتنزه في الآخرة وليس في الدنيا، وأيضاً أن يكون اليسر والبساطة في مهري؟

الإجابة

المشروع أن يكون المهر مالاً ؛ كما قال الله - جل وعلا-: أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم [(24) سورة النساء]. والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءته المرأة التي وهبت نفسها فلم يقبلها ، وأراد أن يزوجها بعض أصحابه ، قال : التمس ولو خاتم من حديد . فالمشروع أن يكون هناك مال ولو قليلاً ، فإذا كان الزوج عاجزاً ولم يجد مالاً جاز على الصحيح أن يزوج بشيء من الآيات يعلمها المرأة ، أو شيء من السور يعلمها المرأة ، وتكون تلك الآيات وتلك السور مهراً لها ، ولا حرج في ذلك ، ولهذا زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة الواهبة زوجها بعض أصحابه على أن يعلمها من القرآن كذا وكذا ، هذا كله لا بأس به ، لكن إذا تيسر المال ، فالمال مقدم ولو قليلاً ، والتعليم بعد ذلك إذا أرادت أن يعلمها زوجها فليعلمها ما تيسر ، هذا من باب المعاشرة الطيبة أن يعلمها ويرشدها ، ويتعاون معها على الخير هذا شيء آخر ، الله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(19) سورة النساء]. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [(228) سورة البقرة]. فإذا عاشرها معاشرة تتضمن تعليمها القرآن ، تعليمها السنة ، تعليمها أحكام الله، فهذا خير كثير ، لكن لا يكتفى بهذا في المهر إلا عند الحاجة ، والعجز عن المال.