حكم الذبح للسيارة

السؤال: بعض الناس عندما يشترون سيارة جديدة يذبحون ذبيحة ويلطخون السيارة بدم تلك الذبيحة؛ فما حكم الإسلام في ذلك؟

الإجابة

الإجابة:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الذبح للسيارة الجديدة لا يخلو من احتمالات ثلاثة:

أولاً: أن يكون بنيَّة الوقاية من الجن والتحصين من شرورهم، وفي تلك الحال يكون شركاً بالله، والذبيحة حرام، لا يحل الأكل منها؛ فقد قال الله تعالى: {وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6]، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله من ذبح لغير الله".

ثانياً: أن يكون بنية الوقاية من العين والحسد، وفعلها في تلك الحال بدعة منكرة، يجب على المسلم تركها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك لدفع العين والحسد، وإنما شرع لنا الرقية، وقراءة المعوذتين، والأدعية، والصدقة، والإحسان، وما شابه، وأيضاً؛ فإن الله تعالى هو الذي يدفع الشر عن خلقه؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُو} [الأنعام:17].

ثالثاً: أن يذبحها خالصة لوجه الله؛ شكراً له على تلك النعمة؛ فيدخل في تلك الحال في قوله تعالى: {اِعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13]، وقوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم:7]، ولكن من غير تلطيخ السيارة بالدم النجس؛ لما فيه من التشبه بأهل الباطل، الذين يزعمون أن ذلك يرد العين، أو يدفع الجن.

وعليه: فمناط الحكم في الذبح للسيارة يرجع لنية الذابح، فإن كان يفعله وقاية من الجن وما شابه، فهو شرك بالله، وإن كان لدفع العين، فهو بدعة، وإن كان خالصاً لوجه الله تعالى وشكراً له، فهو بِرٌّ، ولكن دون التلطيخ بالدم،، والله أعلم.