كيفية الأذان

يسأل عن الكيفية الصحيحة للأذان، إذ أنه سمع أن هناك طرقاً متعددة، وقرأ عنها أيضاً، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه، جزاكم الله خيراً؟.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الآذان على أنواع : أفضلها ما كان يفعله بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام - حتى توفاه الله ، وهو الأذان المعروف اليوم بين الناس ، وهو خمسة عشر جملة : "الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. حي على الفلاح.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله". هذا هو الآذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام -، وثبت في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة). يشفع الأذان ، يعني ثنتين ثنتين ، هذا شفع الأذان ، ما عدا التكبير الأول فإنه أربع ؛ كما ثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه علّم بلالاً ذلك بعدما رأى الرؤيا الصالحة المعروفة عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - ، لكن في أذان الفجر يزيد جملتين : "الصلاة خير من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" ، فيكون الأذان في الفجر سبعة عشر جملة. الأذان عند طلوع الفجر يقول فيه : "الصلاة خيرٌ من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" بعد الحيعلة ، ثم بعد ذلك يقول : "الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله" . والأفضل أن يكون في الأذان الأخير ، ويسمى الأذان الأول بالنسبة إلى الإقامة ، أما الأذان الأول الذي يكون في آخر الليل هذاك ليس فيه: "الصلاة خيرٌ من النوم" على الراجح والأفضل يكون في الأخير ، وهذا الأخير يسمى الأذان الأول بالنسبة إلى الإقامة لأن الإقامة أذان ثاني ، والأذان بعد طلوع الفجر هو الأذان الأول ، وهو الذي جاء في الأحاديث أنه يقال فيه : "الصلاة خيرٌ من النوم.. الصلاة خيرٌ من النوم" ؛ كما في حديث بلال وحديث أبي محذورة. وقد ظن بعض الناس أن تسميته الأول أنه يراد به الأذان الذي في آخر الليل ، وليس كذلك ، سمي أولاً لأنه يكون قبل الإقامة والإقامة هي الأذان الثاني كما في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة) الأذانين يعني الأذان والإقامة . وجاء في حديث أبي محذورة نوع آخر وهو تكرار الشهادتين مرة أخرى ، فيكون تسعة عشر جملة ، يأتي بالشهادتين ثم يعيدها ، يأتي بها بصوت منخفض: "أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أشهد أن محمداً رسول الله" ، ثم يعيدها بصوت أرفع حتى تكون الجمل تسعة عشر ، وهذا صحيح لا بأس به علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا محذورة ، وأذن به في مكة ، فلا حرج في ذلك ، لكن الأفضل ما عليه العمل اليوم وهو الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي - عليه الصلاة والسلام -، وهكذا الإقامة أفراد كما في حديث أنس المتقدم: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة). يوتر أي يفرد الإقامة إلا التكبير فإنه يثنى فيها كما في حديث عبدالله بن زيد وحديث بلال ، يقول في أول الإقامة: "الله أكبر الله.. الله أكبر" وفي آخرها "الله أكبر الله.. الله أكبر" ، والبقية أفراد "أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح" أفراد ، والإقامة يكررها يقول: "قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة" يثنيها في الإقامة كالتكبير في أولها وفي آخرها كله مثنى ، التكبير مرتان في أولها وفي آخرها كذلك ، وهكذا قوله: "قد قامت الصلاة.. قد قامت الصلاة" يقولها مرتين. أما الشهادتان والحيعلة مرة مرة، وجاء في حديث أبي محذورة التكرار الشهادتين مرتين في الأذان كالآذان ، ولا حرج في ذلك ، إنما هو أفضلية فقط ، وهذا يقال له اختلاف التنوع ، ولكن الأفضل مثلما تقدم ما في حديث بلال. جزاكم الله خيراً.