حكم منع الوالد للبنت من مواصلة الدراسة

إن والدها يعارضها في مواصلة الدراسة، وترجو من سماحتكم التوجيه لها ولوالدها؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد": فإن طلب العلم للنوعين الرجال، والنساء من أفضل القربات، ومن أهم الطاعات؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة). ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). ولقوله -صلى الله عليه وسلم- : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). فنصيحتي لك وللوالد الاستمرار في الدراسة الإسلامية النافعة المفيدة على يد العلماء المعروفين بالاستقامة، وحسن العقيدة والسيرة، وذلك من التفقه في الدين الذي هو علامة الخير وعلامة أن الله يريد بالعبد خيراً، وعلى الوالد أن يلاحظ ما ينبغي أن يلاحظ من ذهابك إلى المدرسة بصحبة الثقات المأمونات، وعدم ذهابك مع السائق وحده، من جهة العناية بالمدرسة إذا كانت المدرسة جيدة فيها معلمات معروفات بحسن العقيدة، والسيرة، فهذا مما ينبغي للوالد أن يعين عليه، أما إن كان الدراسة فيها شيء يخشاه الوالد عليك، فاسمعي، وأطيعي للوالد وهذا من نصحه لك وبره لك، فالخلاصة أن عليك أن تتفاهمي مع الوالد في الموضوع، فإذا كانت الدراسة على مدرسات طيبات معروفات بالخير، وتيسر لك الذهاب إلى المدرسة بطريقةٍ سليمة، ليس فيها خلوة بالسائق، ولا غيره فالوالد يوافق -إن شاء الله- على هذا الخير العظيم، وإن كان هناك أسباب للمنع، فالوالد لا يريد لك إلا الخير إن شاء الله فاسمعي، وأطيعي للوالد وبره من أهم المهمات، والله -جل وعلا- أوصى ببر الوالدين في آياتٍ كثيرة -سبحانه وتعالى-، منها قوله سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (23) سورة الإسراء. أسأل الله أن يوفقك ووالدك لما فيه براءة ذمة الجميع وصلاح الجميع.