حكم دراسة الموسيقى

السؤال: من يدرس في تكوين المعلمين (معهد إعداد المعلمين) مثلاً، ومن المقررات تدريس الموسيقى ومعرفته، فهل يحضر تلك الساعة أم لا؟

الإجابة

الإجابة: إن الموسيقى من علوم الشر، ولا خير في تعلمها ولا فائدة فيه، فلذلك على المؤمن الذي يعلم أن وقته قصير وأن عمره قليل أن لا يستغله إلا في مرضاة الله سبحانه وتعالى وفي تعلم ما ينفعه.

ولا بأس في تعلم بعض الفنون الجميلة كالرسم لما هو من غير الحيوان، كالرسم للأشجار أو للبيوت أو نحو ذلك، فهذا من الفنون الجميلة التي لا حرج في تعلمها.

ومثل ذلك النشيد كالإيقاع الموسيقي من غير آلة فهذا النوع مما يجوز تعلمه ولا حرج فيه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استغل بعض أصحابه فيه، كثنائه على أنجشة رضي الله عنه كما في صحيح مسلم بنشيده، ومثل ذلك تحسين الصوت بالقرآن الذي هو من السنن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود"، فهذا النوع مما هو مطلوب وليس مما هو منهي عنه.

إنما المنهي عنه هو تعلم الزفن على الأجهزة، على أجهزة الموسيقى فهذا الذي لا يحل تعلمه ولا حضوره، حتى حضور المعلم في وقته ينصرف عنه الإنسان في ذلك الوقت، لكن يتعلم الإيقاعات والتقطيع ونحو ذلك مما يجوز تعلمه، فالتلحين بدون آلة من الأمور الجائزة ويجوز تعلمه.

لكن هنا فرق بين المرأة والرجل، فالمرأة لا يحل لها التلحين ولا التطريب بصوتها ولو بدون آلة بحضرة الرجال الذين ليسوا من محارمها، لأن في ذلك إظهاراً للزينة، وقد قال الله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} إلى آخر الآية، أما الرجال فيجوز أن يسمع النساء تلحينهم، ويجوز أن يسمعوا تحسينهم لأصواتهم بالنشيد لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن بذلك في غزوه، وقال لأنجشة: "رفقاً بالقوارير يا أنجشة"، والمقصود بالقوارير قلوب النساء شبههن بالزجاج، فكان أمهات المؤمنين يستمعن إلى نشيده.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.