الإجابة:
الحمد لله
أولاً : التعريف :
الإباضية إحدى فرق الخوارج ، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض
التميمي ، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا من الخوارج ، وينفون عن أنفسهم
هذه النسبة ، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً ،
لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها : تعطيل الصفات والقول
بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة الجور .
ثانياً : لمن تنسب الإباضية :
* مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم ، ويرجع
نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة ، وعبد الله عاصر معاوية
وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان .
ثالثاً : أهم العقائد :
* يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية ، وهم يلتقون إلى حد بعيد
مع المعتزلة في تأويل الصفات ، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من
منطلق عقدي ، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد
المعنى دون أن يؤدي ذلك إلى التشبيه ، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد
تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة المتبعين للدليل ، من حيث إثبات
الأسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه ، بلا
تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل .
* ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة .
* يحرفون بعض أمور الآخرة وينفون حقيقتها كالميزان والصراط .
* صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته .
* القرآن لديهم مخلوق ، وقد وافقوا الخوارج في ذلك ، يقول الأشعري في
مقالات الإسلاميين ( والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن ) مقالات
الإسلاميين 1/203.
* مرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق .
* الناس في نظرهم ثلاثة أصناف :
- مؤمنون أوفياء بإيمانهم .
- مشركون واضحون في شركهم .
- قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به
سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد ، وهم كذلك
ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان ، فهم إذن مع
المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام
الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو
ترك .
* يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين ، ومناكحتهم
جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من
قوة الحرب حلال وما سواه حرام .
* مرتكب الكبيرة كافر ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل
الجنة إذا لم يتب منها ، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا
تابوا منها قبل الموت .
* الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن
هذا كفر نعمة أو كفر نفاق لا كفر ملة ، بينما يطلق عليه أهل السنة
والجماعة كلمة العصيان أو الفسوق ، ومن مات على ذلك - في اعتقاد أهل
السنة - فهو في مشيئة الله ، إن شاء غفر له بكرمه وإن شاء عذبه بعدله
حتى يطهُر من عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة ، أما الإباضية فيقولون بأن
العاصي مخلد في النار ، وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في
تخليد العصاة في جهنم .
* ينكرون الشفاعة لعصاة الموحدين ، لأن العصاة - عندهم - مخلدون في
النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار .
* يتهجم بعضهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان
وعمرو بن العاص رضي الله عنهم .
موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ( 1 / 63 )