الإجابة:
هذا السؤال يتكون من عدة نقاط:-
النقطة الأولى: سؤال عن إمامة المبتدع؟ المبتدع بدعة يكفر بها أو
يفسق بها لا تصح إمامته، إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة لا تصح
إمامته، فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تؤول بهم إلى الكفر
كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون أو ما عليه
غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم وأصحاب الطرق الذين
يشرعون لهم من الأذكار والدين ما لم يأذن به الله، ويأتون بأذكار قد
تشتمل على الشرك ودعاء الأموات ودعاء المخلوقين من دون الله، فمثل
هؤلاء لا تصح إمامتهم ولا تجوز الصلاة خلفهم.
أما ما ذكرت من أنك تناصحهم وأنهم لا يقبلون، فالواجب عليك بذل
النصيحة والبيان، وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى،
أما أنت فما عليك إلا البيان والنصيحة والتكرار على هذا، لأن هذا من
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ومن إنكار المنكر.
وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل: إذا كان
الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا
يتمذهب بمذهب معين، إنما يرجع إلى الكتاب والسنة ولكن هذا في الحقيقة
منصب المجتهدين، والغالب على أهل هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه
المرتبة أما من كان دون ذلك بأن كان لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من
الكتاب والسنة، فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية، ويأخذ به ما لم
يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل، فإذا ظهر له قول مخالف للدليل
فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره،
والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا، وليس جائزًا
مطلقًا، إنما يجوز عند الحاجة بشرط ألا يأخذ بالأقوال المخالفة للدليل
من ذلك المذهب وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل.
وأما النقطة الأخيرة وهي أنهم إذا ذهبت إليهم يقدمونك للصلاة هذا شيء
طيب، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تذهب لتصلي بهم على السنة
وعلى الطريقة الصحيحة، إذا كانوا يقدمونك للصلاة، فإنه يجب عليك أن
تذهب وأن تصلي بهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تشاركهم
في البدع ولا تطع أقوالهم وهم لا يلزمونك في هذا، فعليك أن تذهب وأن
تصلي بهم على وفق السنة وأن تناصحهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه
وتعالى، ولا تدخل معهم في بدعهم بل أنكر عليهم وامتنع من مشاركتهم.