كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر

أنا امرأة متزوجة ولي أربعة أولاد، وقد هداني الله إلى الصلاة والصيام، وقد علمت أولادي الصلاة والصيام منذ كانت أعمارهم سبع سنوات، وقد كان زوجي مسافراً لفترة طويلة، وعندما عاد واستقر بدأت الحياة تدب فينا من جديد، لكن زوجي منذ عرفته منذ ستة عشر سنة وهو يتهاون بصلاة الفجر، هذا أمامي، وأما عندما كان مسافراً فالله أعلم، وهو لا يصلي الفجر دائماً إذا سمعه أو لم يسمعه، وقد نصحته بألا يتهاون بصلاة الفجر فكان يغضب مني ويتشاجر معي ويقول: إنه سوف يقضي عندما يستيقظ بعد شروق الشمس، وأنا أتألم لذلك؛ لأنه قدوتنا في البيت، وأيضاً يتهاون أحياناً بصلاة الجمعة، وأنا أنصحه بعدم التهاون بصلاة الجمعة، ولكنه يغضب مني ويحاول التشاجر معي، ولكن أبتعد عن التشاجر معه أمام أولادي، وأكتم الغضب في قلبي، وقد أحسست بكراهية وبغضاء تجاهه بسبب تهاونه بالصلاة، فهل علي إثم في كراهيته وعدم الرغبة في النظر إليه؟

الإجابة

لقد أحسنت حزاك الله خيراً في تربية الأولاد, وتعليمهم, والاجتهاد في أسباب صلاحهم, وهذا هو الواجب عليك, ولك عند الله الأجر العظيم, كما أنك أحسنت في نصيحة زوجك والإكثار عليه في المحافظة على صلاة الفجر وصلاة الجمعة وهذا هو الواجب عليك وعلى أمثالك النصيحة للزوج, والنصيحة للأولاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الله- عز وجل- :وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:71) هؤلاء المرحومون في الدنيا والآخرة, وأنت منهم إن شاء الله لحرصك على الخير, والله- جل وعلا- أخبر عن المؤمنين والمؤمنات جميعا الذكور والإناث كلهم مأمورون, وكلهم يجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا المنكر ويقوموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويطيعوا الله ورسوله, ويقول سبحانه :وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر) فالتواصي بالحق واجب مع الأولاد, ومع الزوج, ومع الأقارب, ومع الجيران, ومع المسلمين جميعاً يجب على الرجال والنساء جميعاً أن يتواصوا بالحق والصبر عليه, وبذلك تصلح المجتمعات, وتصلح الأسر, ويستقيم أمر الله في عباد الله, ويظهر الحق ويقول- سبحانه وتعالى-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(المائدة: من الآية2), فالواجب عليك الاستمرار في نصيحته وأنت مأجورة في بغضك له وكراهيتك له؛ لأنه أتى منكراً عظيماً بل كفرا؛ لأن من تعمد ترك الصلاة عمداً يكفر بذلك, وهكذا من تعمد ترك الجمعة, فالواجب على زوجك أن يتقي الله وأن يحافظ على صلاة الجمعة وعلى صلاة الفجر كبقية الصلوات, وأنا أخشى عليه إن كان كاذباً أن يكون كافرا، إذا كان لا يصلي الفجر أو لا يصلي الجمعة يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- : (لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين) ، رواه مسلم في الصحيح ، ويقول- صلى الله عليه وسلم- : (من ترك الجمعة ، ثلاث جمع بغير عذر ، طبع الله على قلبه) ، ويقول- عليه الصلاة والسلام- : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) ، رواه مسلم في الصحيح, ويقول أيضاً- عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة في تركها فقد كفر )، فأنت شددي عليه ولا يقربك حتى يستقيم و إلا فاعتزليه بالكلية واذهبي إلى أهلك أو في بيت لوحدك أنت وأولادك, وأنت أحق بأولادك منه؛ لأن مثله يربيهم على الشر فأنت أولى بأولادك, وعليك أن تستمري في النصيحة لهذا الزوج مع منع نفسك منه حتى يتوب إلى الله وحتى يرجع إلى الحق، حتى يحافظ على الصلوات كلها نسأل الله له الهداية, وأن يمن عليه بالتوبة, ونسأل الله لك المزيد من التوفيق وعظيم الأجر وأن ينفع بجهودك ودعوتك ونصيحتك, وأن يجعلك مباركة أين ما كنت وأن يهديه لقبول نصيحتك والهداية، بما يعينه على الخير وبما يعينه على ترك الشر.