هذا خطأٌ من الصحافة، وهذا خطأ من الخائضين، بل ينبغي لمن يتكلم في هذا الشأن أن ينصح الطالبة والطالبات وأن يقول لهم عليهم أن يتقوا الله وعليهم أن يؤدوا الواجب، وعليهم أن يعينوا الأستاذ ويعينوا المُدرسة على ما ينفعهما، على ما ينفع الطلبة هكذا ينبغي، وعلى المعلم وعلى المُدرسة أن يقوما بالواجب من التأديب عند تمرد الطالب والطالبة، وعند عدم اكتراث الطالب والطالبة بما يوجه إليه الأستاذ أو المدرسة، هذا هو الواجب على من يتكلم في الصحافة، فيكون مع هؤلاء ومع هؤلاء، ينصح الطلبة والطالبات ويأمر الجميع بتقوى الله والعناية بالطلب والحرص على أداء الواجب، وأن يقوم بما وكل إليه، وأن يعد ما ينبغي أن يعده، وأن يحرص ويبذل وسعه، وعلى المعلم وعلى المعلمة أن ينظرا في ذلك فإذا ظهر لهما من الطالب أو من الطالبة أنهما مقصران وأنهما لم يبذلا الواجب فإنهما يؤدبان، أما لو كان الأمر بخلاف ذلك، يعني كان الطالب مقصر ما في حيلة، والمطلوب يعجز عنه مثل صغر سنه، وعدم تحمله هذا الشيء، فينبغي له أن يقدروا له ذلك، وأن ينصحوا الجهات المختصة بأن تخفف هذا المقرر، وتعوض عنه بمقرر آخر، أو تحذف ما يشق على الطالب ولا يتحمله الطالب؛ لأن الطالب له قدرة محدودة، فلا بد من كون المعلم أو المعلمة ينظران في هذا الأمر، فلا يحملان الطالب ما لا يحتمل، ولا يحملان الطالبة ما لا تحتمل، ولكن يكونان مع الطالب في الأمر الموافق، ومع الطالبة في الأمر الموافق، ويقومان عليه في الأمر الذي يريان أنه مقصرٌ فيه، هذا هو الواجب. لا هذا ولا هذا، لا الغلو في الأمر حتى يؤدب كل أحد، ولا التقصير حتى لا يؤدب كل أحد، ولكن من استحق التأديب لا يؤدب، ومن كان لا يقوى، ولا يستفيد أنه يقوى فهو يعامل بطرق أخرى من النصيحة أو العناية بالجهة المختصة حتى تخفف وتزيل العقبة التي لا يتحملها هذا الطالب أو هذه الطالبة، المقصود المعلم طبيب والمعلمة طبيبة، لا بد أن ينظرا في الأمر، فيؤدبا حيث يكون التأديب في محله، ويتوقفا عن التأديب حيث لا يكون في محله.