الصلاة في الحرم بعد طواف الوداع

أعرفكم بأني حجيت في هذا العام، وفي اليوم الأخير ذهبت لأداء طواف الوداع، وبعد الطواف أذن العصر فصليت العصر بالحرم، وبعد ذلك ذهبت إلى مزدلفة فوجدت أحد زملائي لم يحضروا إلى السيارة، فأذن المغرب وصليت المغرب بمزدلفة، وبعد الصلاة سافرت من مزدلفة إلى الرياض، فما الحكم في ذلك؟

الإجابة

لا حرج في ذلك، إذا ودع الإنسان ثم صلَّى العصر أو صلَّى المغرب أو صلَّى العشاء أو صلَّى الفجر لا حرج في ذلك ، النبي - صلى الله عليه وسلم- ودع البيت آخر الليل، وصلَّى بالناس الفجر يوم أربعة عشر، ثم توجه إلى المدينة بعد الصلاة - عليه الصلاة والسلام-، وكذلك لو صلَّى ثم ذهب إلى إخوانه ورفقائه ووجدهم لم يتجهزوا، ينتظرون بعض أصحابهم وجلس معهم حتى حضر من حضر لا بأس كل هذه أعذارهم شرعية في التأخير، وهكذا لو مثلاً تأخر من أجل أن يأكل عشاء أو غداء، أو إصلاح سيارة ، أو التماس سائق، كل هذه الأمور معفو عنها لا تضر. ثم مزدلفة خارج مكة ، إذا وصل إلى مزدلفة فقد انتهى من مكة، لو بات فيها ما يضره، لأن منى ومزدلفة خارج مكة ، فلو أنه ودع وبات في منى أو في مزدلفة أو جلس طويلاً ما يضره هذا؛ لأنه خارج مكة، إنما الذي يوجب عليه العودة للطواف لو جلس في مكة، وأقام بين البنيان حتى طالت المدة فإنه يرجع ويودع إذا طال الأمر، أما المدة اليسيرة بأن ودع العصر ومشى بعد المغرب، أو بعد العشاء، أو ودع بعد العشاء ومشى في أثناء الليل ، أو طاف في أثناء الليل الوداع ثم مشى في آخر الليل أو بعد الفجر كل هذا فيه سعة إن شاء الله ولا يضر.