المشروع للخطيب الاقتصاد في الخطبة ، وعدم التطويل ؛ قال النبي - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : (إن طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة، وقصروا الخطبة) خرجه مسلم في صحيحه من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنه -. وهذا يدل على أن السنة والأفضل أن يطيل الصلاة ويقصر الخطبة تقصيراً لا يخل بالمقصود ، ويشرع له أن يتحرى ما يحرك القلوب ويقربها من الله ويباعدها من أسباب غضبه ، ويذكر في خطبته ما يحتاجه الناس من الأحكام الشرعية القيام بما أوجب الله وما حرم الله، ويكون فيها تحريك القلوب بالوعظ والقصص المفيدة النافعة ، والآيات القرآنية التي فيها الوعظ والتذكير، والترغيب والترهيب ، ولا يرفع يديه في الخطبة إلا في الاستسقاء ، إذا كان يستغيث ، يطلب السقيا ، يطلب المطر يرفع يديه كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما استسقى في خطبة الجمعة رفع يديه. أما الخطب العادية التي ليس فيها استسقاء فإنه لا يشرع فيها رفع اليدين بل يدعو من دون رفع اليدين هكذا السنة ، والمأموم إذا أمَّن بينه وبين نفسه على الدعاء لا حرج إن شاء الله ، بينه وبين نفسه ، .... تقدم ، ولا يرفع يديه المأموم كالإمام إلا في الاستسقاء إذا استسقى ، يعني إذا طلب الغوث من الله وهو المطر فإنه يرفع يديه ؛ كما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه في الاستسقاء ، والمأمومون كذلك يرفعون يديه إذا رفع الإمام في الاستسقاء ، أما خطب الجمعة العادية فإنه لا يرفع فيها ، وهكذا خطب العيد لا يرفع فيها ، الرفع في خطبة الاستسقاء خاصة ، كما ثبت ذلك عنه - عليه الصلاة والسلام -. جزاكم الله خيراً.