تقبيل الصديق في الخد بعد مدة من الفراق

هل تقبيل الصديق في الخد بعد مدة من الفراق فيه شيء أم لا؟

الإجابة

لا نعلم فيه شيئاً، والأفضل أن يقبله بين عينيه، أو الأنف أو الرأس، وإن اكتفى بالمصافحة كفى، المصافحة كافية، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تقبيله بعض الأحيان، فقد قبله بعض أصحابه في بعض الأحيان، قبلوا رأسه، وقبلوا يده -عليه الصلاة والسلام-، ولكن المصافحة كافية، وإن قبل بين عينيه فهو أولى من الخد، أو قبل الأنف كذلك عند القدوم من السفر أو طول الغيبة، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لما قدم عليه جعفر بن أبي طالب من الحبشة عام خيبر قبل بين عينيه -عليه الصلاة والسلام-، والصديق -رضي الله عنه- لما دخل على عائشة وهي مريضة قبل خدها، فالأمر في هذا واسع، فالمحرم يقبل خد بنته أو أخته، ويقبل رأس أمه، وبين عينيها، أو رأس جدته، أو أخته الكبيرة أو عمته أو خالته، والمصافحة كافية، وهكذا الإنسان مع صديقه إذا لقيه يصافحه، لما جاء في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينه وبينه شجرة أو جدار أو حجر، ثم لقيه فليسلم عليه) وهذا مبالغة في الإيناس والتآلف، وإزالة الوحشة، وقال -عليه الصلاة السلام-: (للمسلم على المسلم ست خصال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس وحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)، وقال أنس -رضي الله عنه-: (كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا)، وثبت عن فاطمة -رضي الله عنها- أنه كانت إذا دخلت على أبيها -عليه الصلاة والسلام- قام إليها، وأخذ بيدها وقبلها، وأجلسها مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده وقبلته، وأجلسته مجلسها -رضي الله عنها-، فهذا كله من باب واسع والحمد لله. ولما تاب الله على كعب بن مالك وصاحبيه، وجاء كعب إلى المسجد والنبي في المسجد -عليه الصلاة والسلام- حوله الناس، بعد التوبة، قام إليه طلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشرة المبشرين بالجنة، قام إليه يهرول حتى صافحه وهنأه بتوبة الله، وكان الصحابة يصافحون النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يصافحهم -عليه الصلاة والسلام-. فالسنة المصافحة وإفشاء السلام، أما التقبيل فأمره أسهل، ولاسيما عند القدوم من السفر، وعند طول الغيبة، إذا قبل فلا حرج إن شاء الله بين عينيه، أو رأسه، أو قبل محرمه في خدها، أو على رأسها كل ذلك واسع، إن شاء الله. جزاكم الله خيراً