توجيه لمن يحس بعد أدائة الصلاة أن صلاته غير مقبولة

أنا شاب أبلغ من العمر السابعة عشرة، إنني يا سماحة الشيخ مخلص العبادة لله تعالى، أؤدي الفروض الخمسة على أكمل وجه، ولا أستمع الأغاني ولا الموسيقى والحمد لله، لكن قضيتي أنني أحس بعد انتهاء كل فريضة أنني لم أوفِّها حقها، ولا أشعر أن صلاتي قد قبلت، أرجو أن توج

الإجابة

أسأل الله أن يزيدك خيراً، وأن يثبتنا وإياك على الهدى، واحمد ربك على ما يسر لك من الهداية، واسأل ربك الثبات على الحق، أما هذا الذي يعتريك بعد الصلاة فهو من الشيطان، ومن وساوسه الخبيثة ليؤذيك ويحزنك، فاتق الله واحذر هذه الوساوس وأحسن ظنك بربك، فالله وعد المؤمنين الصادقين قبول الأعمال، فلا ينبغي لك أن تخضع لوساوس عدو الله، وعليك أن تحسن ظنك بربك، فقد صح عن رسول -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (يقول الله -عز وجل-: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني") وفي اللفظ الآخر: (وأنا معه حين يذكرني) فاتق الله وأحسن ظنك بربك، ولا تظن به خلاف ذلك، واجتهد في أداء صلاتك بغاية العناية والخشوع، والإقبال عليها، وأحسن ظنك بربك وارجه سبحانه أنه قبل منك، ولا توسوس ولا تسيء الظن بربك -عز وجل-، ولكنك ترجوه أن يقبلها منك، وأحسن ظنك بربك، ولكنك مع هذا تحرص على الاستقامة والإكمال، كما قال الله عن أهل الإيمان والتقوى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (المؤمنون:60-61) فاحرص أن تكون من هؤلاء تخاف ربك وتخشاه سبحانه وتوجل منه مع الجد في العمل ولكنك تحسن به الظن في قبول أعمالك، وعدم ردها عليك، وأنت قد أحسنت فيها واجتهدت فيها وأديت ما تستطيع، وهو القائل سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.. (16) سورة التغابن، نسأل الله لنا ولك التوفيق.