أسباب إجابة الدعاء

متى يستجاب الدعاء هل يستجاب لكل أحد أم أنه هناك شروطاً معينة تنصحون بها؟

الإجابة

الله سبحانه وعد الإجابة لعباده لقوله سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر، وقوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) سورة البقرة، لكن للإجابة أسباب، منها: الانكسار والضراعة إلى الله ودعاؤه بصدق وإخلاص وقلب مقبل على الله، ومنها: تجنب المعاصي والحذر من المعاصي والإقبال على الله عز وجل فإن المعاصي من أسباب منع الإجابة، ومنها: عدم الغفلة كونه يدعو بقلب حاضر مقبل على الله لا بقلب ساهٍ غافل فإن سهو القلب وغفلة القلب وعدم إقبال القلب على الله عند الدعاء من أسباب منع الإجابة، وقد تؤخر الإجابة لحكمة بالغة، كما في الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: (ما من عبدٍ يدعو الله بدعوى ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تُدَّخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك)، قالوا: يا رسول الله إذاً نكثر؟ قال: (الله أكثر) فهذا يفيد أن الله سبحانه قد يمنع الإجابة ويؤخرها إلى يوم القيامة يعطيه بها الخير في الجنة، وقد يصرف عنه شراً أنفع له مما طلب، فربك حكيم عليم سبحانه وتعالى، فهو الحكيم العليم فيما يقضيه ويقدره جل وعلا، فالعبد يلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة ولا ييأس، يسأل ويكثر من الدعاء ويلح ولا ييأس، ويعلم أن ربه حكيم عليم، قد يعجل الإجابة وقد يؤخرها، وقد يعطيه سبحانه خيراً مما طلب.