تفسير قوله تعالى أو ما ملكت أيمانهم

يقول العزيز الحكيم: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) إلى قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)) (المؤمنون1-6)، ما معنى قوله تعالى: ((أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)) ، وهل هو في وقتنا الحاضر أم أنها على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة

هذه الآيات آيات عظيمات وصف بها سبحانه أهل الإيمان الموعودين بالفردوس أهل الجنة، قال سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ والفلاح هو الظفر والفوز بكل خير والسعادة، ووصفهم بالخشوع في الصلاة يعني الإقبال عليها، والطمأنينة فيها، وإحضار القلب. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) سورة المؤمنون، يعني أعرضوا عن كل ما لا ينبغي عن الشرك والمعاصي وكل شيء لا فائدة فيه، أعرضوا عنه واشتغلوا بما ينفعهم من الأعمال والأقوال. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) سورة المؤمنون، زكاة المال وزكاة الجاه والنفس، فالمؤمن يزكي نفسه بطاعة الله ورسوله، ويزكي جاهه من الشفاعة في الخير والنفع للناس، ويزكي بماله بأداء الحق الذي فيه من الزكوات. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) سورة المؤمنون، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) سورة المؤمنون، المؤمن هكذا، والمؤمنة هكذا، فالمؤمن يحفظ فرجه إلا من زوجته أو ما ملكت يمينه، والمؤمنة كذلك تحفظ فرجها إلا من زوجها وسيدها، وهو الذي ملكها ملكاً شرعياً، هذا معنى الآية، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) سورة المؤمنون، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) سورة المؤمنون. والله المستعان. سماحة الشيخ في ختام...