الإجابة:
قد أوجب الله تعالى الطاعة عليها لزوجها ، وجعل الرجل قوَّاماً على
المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية ، كما يقوم الولاة على الرعية ، بما
خصه الله به من خصائص جسمية وعقلية ، وبما أوجب عليه من واجبات مالية
، قال تعالى : { الرجال قوامون على
النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم }
قال ابن كثير :
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الرجال قوامون على النساء} يعني : أمراء
عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته ، وطاعته أن تكون
محسنة لأهله حافظة لماله . " تفسير ابن كثير " ( 1 / 492 ) وعلى الزوج
مراعاة التدرج في حال مخالفتها لأمره وترفعها عن طاعته ، فيبدأ أولاً
بالوعظ وتخويفها من عاقبة عصيان أمره ، فإن لم يُجدِ فلينتقل إلى
هجرها في الفراش ، فإن لم ينفع فليضربها ضرباً غير مبرح ، ولا بأس من
تهديدها معه بالطلاق . قال تعالى : { وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ }
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي : { (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ) }
أي : ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن تعصيه بالقول أو الفعل فإنه يؤدبها
بالأسهل فالأسهل ، ) فَعِظُوهُنَّ ( أي : ببيان حكم الله في طاعة
الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة ، والترهيب من معصيته ، فإن انتهت
فذلك المطلوب ، وإلا فيهجرها الزوج في المضجع ، بأن لا يضاجعها ، ولا
يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود ، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح ، فإن
حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم { ( فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا )
}أي : فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية ،
والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر . " تفسير السعدي
" ( ص 142 ) ويمكنك أن تستعين على وعظها وترغيبها وترهيبها بالأشرطة
والكتيبات النافعة التي تتحدث عن وجوب الحجاب على المرأة المسلمة ،
وبيان خطر المعصية والعقوبات المرتبة عليها في الدنيا والآخرة . ولا
بد من الرفق واللين . قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : "" إِنَّ اللَّهَ
رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لا
يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ
" رواه مسلم (2593) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "" إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلا
زَانَهُ ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ " رواه مسلم
2594 . زانه أي زينه . وشانه أي عَيَّبَه .