الإجابة:
جزاك الله خيراً على غيرتكَ على دينك ، وعلى الخوف على صديقكَ في
الوقوع في الإثم والمعصية ، وأما الطريقة التي يمكنكَ أن تقنعه بها
فكما يلي :
1 - ابدأ به أولاً وذكره بالله تعالى وأن هذا الأمر حرام فعله ولا
تجوز هذه الطريقة ، وخوفه من عقابه الله وسطوته وأليم جزاءه ، وبيَّن
له بأن الله قد حرَّم هذا الأمر ، واذكر له بعض الأدلة الواردة في
الكتاب والسنة في ذلك ، ومن ذلك قوله تعالى ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً
) وهذا الأمر يؤدي إلى الزنا لا محالة ، وقوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم
ذلك أزكى لهم ) وقوله ( وقل للمؤمنات
يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلا لبعولتهن
أو آباءهن أو أبنائهن . ) الآية ، وقول النبي صلى الله عليه
وسلم ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان
الشيطان ثالثهما ) ونحوها من الأدلة التي تأمر بالعفة والعفاف
وحفظ البصر والفرج كقوله تعالى ( والذين هم
لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين
فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم العادون ) وأخبرهم بأن فعله هذا
من العدوان المذكور في الآية ، ومن ذلك أيضاً ما رآه النبي صلى الله
عليه وسلم في النار ليلة المعراج ، حيث رأى تنوراً أو حفرة لها فتحتان
مثل الفرن يدخل فيه رجال ونساء عراة يعذبون فيها ، فلما سأل جبريلَ عن
ذلك ، أخبره بأنهم الزناة والزواني .
2 - احرص على أن تكون رفيقاً في كلامكَ ، هادئاً في طرحك للموضوع معه
، حريصاً على نصحه دون التشهير به وفضحه ، وأعلمه أنه بسبب حبّك له
وللخير له ، قمتَ بمناصحته ، لئلا يقع في الحرام بسبب ضعف الإيمان .
3- اعرض عليه الحلال في الأمر وذلك بترغيبه في الزواج من تلك المرأة
التي يعشقها ، إذا توفرت فيها الشروط بأن تكون مسلمة عفيفة ، وألا
تكون ذات زوج ، فإن كانت الشروط متوفرة فحثّه على المبادرة بالزواج
منها ، وبتعجيل ذلك ، لإطفاء ما في نفسه من العشق بها ، فحير دواء
للمحبين هو الوصال بينهما بالطريق الحلال الذي شرعه الله تعالى ،
وليكن ذلك منه بخطبتها عن طريق أهلها وتقديم المهر لها ، وأن يتم
زواجهما ولي أمرها بشهادة شاهدين ، فإذا صارت المرأة له زوجة فله ولها
ما يريدان .
4- ثم بيّن له بأن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان ، وأن الله تعالى
يبتلي الإنسان بأنواع البلايا ، فمنهم من يبتليه في ماله ، ومنهم من
يبتليه في شهوته ، ومنهم من يكون البلاء في حقه في دينه وهو أخطرها ،
وغيرها من أنواع وأصناف البلايا ، كل ذلك ليتبين الصادق في إيمانه من
الكاذب كما قال تعالى ( هو الذي خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) .
5- وأخبره بأن هذا الأمر - إن استمر عليه دون توبة - بأنه دينٌ عليه
سوف يرده يوماً ما ، وقد يكون سداده عن طريق زوجته أو ابنته أو أخته
أو أمه أو قريبته .
6- حاول تقديم هدية مناسبة له ، يكون لها الأثر الكبير في نفسه منها ،
وكذلك معها بواسطة أحد الأخوات اللاتي تربطها بتلك المرأة علاقة حميمة
وصداقة قوية بها ، فن الهدية تعمل أحياناً ما لا يعمل الكلام ، وليكن
من ضمن ما يمكنكَ إهداؤه له بعض الكتب الصغيرة أو الأشرطة النافعة
ولتكن متنوعة في مادتها بين ترغيب وترهيب ونحوها .
7- واحرص في كل ما سبق أن يكون لتلك المرأة نفس الشيء ، لكن ليكن
بواسطة أحد الأخوات من النساء الصالحات واللاتي لها علاقة وصداقة قوية
وحميمة بتلك المرأة ، فإن العلاج إذا جاء للطرفين ، ووقع منهما موقعاً
سليماً كان له الأثر البالغ بإذن الله تعالى .
8- اجتهد في الدعاء له ولتلك المرأة بأن يهديهما الله تعالى وأن يشرح
صدورهما لتقبل النصيحة والخير ، وأن يقويَ إيمانهما ، وأن يرشدهما إلى
الصراط المستقيم ، وأن يبعدهما عن الأهواء والفتن ، وأن يقيهما شرَّ
أنفسهما ، وشرَّ الشيطان ومكائده وحيله ومكره لهما ، وليكن ذلك بصدق
منكَ لهما ، وألحَّ على الله في الدعاء لهما ، واحرص على الأوقات
الفاضلة كالسجود والثلث الأخير من الليل وقبل الإفطار إذا صمتَ ونحو
ذلك ، فإنَّ الله تعالى كريم ولا يردُّ عبده إذا سأله بصدق وتضرع ،
وإن الدعاء من أقوى وأنجح الأسلحة التي يمكنكَ أن تستخدمها ، فتوكل
على الله تعالى في ذلك واحرص عليه ، واستعن بالله تعالى في ذلك
.
والله يوفقك ويرعاك .