صلاة الفجر بعد طلوع

إنني أتخلف أحيانا عن صلاة الفجر بسبب تكاسل شديد يمنعني من أن أفتح عيني، فلا أقوم من النوم إلا بعد طلوع الشمس ثم أصلي، ما هو توجيهكم لي؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

هذا العمل منكر، لا يجوز لك أن تتساهل بصلاة الفجر ولا بغيرها، بل يجب على المسلم والمسلمة الصلاة في الوقت، وليس للمسلم ولا للمسلمة تأخير الصلاة عن وقتها، لا الفجر ولا غيرها، بل هذا من خصال أهل النفاق، قال الله -عز وجل- في أهل النفاق: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [(142) سورة النساء]. فأنت بهذا العمل عملك أردئ من عمل المنافقين، هم يقومون وأنت ما قمت، تأخرت إلى بعد الشمس. فالواجب عليك أن تصليها في الوقت، وأن تكون نشيطاً قوياً، وأن تصليها مع الجماعة فلا تتشبه بأهل النفاق، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما -يعني من الأجر- لأتوهما ولو حبوا). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا بعذر). قيل لابن عباس -رضي الله عنهما-: ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف. وجاء إليه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد. وفي لفظٍ: يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: (هل تسمع النداء بالصلاة؟ - يعني الأذان- قال: نعم، قال: (فأجب). أمره النبي أن يجيب وهو أعمى ليس له قائد يقوده إلى المسجد، فكيف بالصحيح البصير؟! يكون الأمر عليه أعظم. فالواجب عليك أن تتقي الله، وأن تصلي مع الجماعة، وأن تبادر بالصلاة في وقتها، والذي يتعمد تأخيرها عن وقتها يكفر عند جمعٍ من أهل العلم؛ لأنه متعمد تركها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). فظاهر هذا الحديث أن من تعمد تركها حتى تطلع الشمس بغير عذر يكون كافراً -نسأل الله العافية-. فالواجب الحذر، وأن تصلي في الوقت، وأن تصلي مع الجماعة في المسجد، وعليك أن تفعل الأسباب التي تعينك على ذلك، عليك أن تعتني بالأسباب المعينة على قيامك إلى الصلاة، وذلك بالنوم المبكر، عليك أن تنام مبكراً حتى لا تكسل عن الفجر، وعليك أن تحتفظ بالساعة التي تسمع صوتها، الساعة ......... التي تعينك على ذلك، تركدها على قرب الفجر حتى إذا ........ قمت، سمعت صوت المنبه، أو يكون عند امرأة تعينك على ذلك، أو أبوك أو أخوك. المقصود أنه لابد من القيام للصلاة، سواء بإيقاظ بعض أهلك، أو بوجود الساعة التي تركدها تحسبها على قرب الوقت.