حكم المغالاة في المهور

ما حكم الإسلام -في نظركم- في المغالاة في المهور وعدم تزويج الشباب، وتحميلهم أعباء كثيرة على الزواج من حيث الترتيبات، وما نصيحتكم لأولياء الأمور في هذه المسألة الخطيرة التي يجب أن تعالج من قبلكم؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فنصحيتي لجميع المسلمين من الرجال والنساء عدم المغالاة في المهور، وعدم التكلف تسهيلاً للزواج لعفة الرجال والنساء جميعاً، وهذه نصيحتي لهم، وقد جاءت الآثار والأحاديث عن السلف في الدلالة على ذلك، فالسنة للمؤمن عدم المغالاة، وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله في هذا الأمر، وأن يحرصوا على تزويج بنيهم وبناتهم بالطرق الممكنة الميسرة التي ليس فيها ضرراً على الجميع، والأضرار تختلف، ولكن يتحرون المهر المناسب الذي يحصل به المطلوب من دون مشقة على الزوج، لأن كثيراً من الناس قد يتأخر عن الزواج بسبب المغالاة، ما يقدر، وربما تعطل كثيرٌ من النساء بسبب ذلك، وحصل من الفساد ما لا يحصيه إلا الله - عز وجل-، فالمشروع للجميع العناية بهذا الأمر، الرجل يعتني والمرأة تعتني، الرجل يعتني ويحرص على التخفيف والتيسير في تزويج بناته وأخواته وغيرهن، والنصيحة لهن في ذلك، والمرأة كذلك تتق الله وتحرص على التخفيف مع بنتها ومع أختها ومع قريباتها، حتى يتعاون الجميع على التخفيف والتيسير وبهذا يتيسر الزواج لجميع الشباب من الرجال والنساء، ولا يخفى أن وجود الزواج مع المؤونة القليلة خيرٌ من تعطيل الرجل أو تعطيل المرأة، كونها تتزوج ويعفها الرجل بمهرٍ مناسب ليس فيه تكلف خيرٌ لها في الدنيا والآخرة، وإن كان للرجل كونه يتزوج ويتيسر له المرأة المناسبة من دون تكلف خير له في الدنيا والآخرة، فالجميع عليهم التعاون والتواصي بهذا الأمر لعل الله جل وعلا يكتب لذلك النجاح.