ما صحت النصوص التي وردت في فضل العرب

هل صح عنه - صلى الله عليه وسلم - : (أحبوا العرب وبقاءهم، فإن بقاءهم نور الإسلام وإن فناءهم فناء الإسلام). (إذا ذل العرب ذل الإسلام).. (لا يبغض العرب إلا منافق).. (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق).. (لا يبغض العرب مؤمن). وهكذا يستمر في سرد كثير من النصوص، ومن بينها أيضاً: (من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله)، وهكذا يستمر سماحة الشيخ، ويرجو التوجيه في هذه النصوص؟

الإجابة

هذه النصوص فيما علمنا كلها ضعيفة لا تخلوا من مقال، وبعضها باطل وبعضها فيه ضعف، وقد بينا كثيراً منها في رسالتنا نقد القومية وأمره بين الإسلام والواقع وبينا ما فيها من الكلام في غالب هذه الأحاديث وبين أهل العلم رحمة الله عليهم وبعضها ليس بصحيح بالكلية وبعضها فيه ضعف. وأما غش العرب وغش غير العرب فالغش محرم للعرب وغير العرب حتى لو ما صح الحديث؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من غشنا فليس منا). فالغش للعرب ولغير العرب أمر محرم ووممنوع فليس لأحد أن يغش العرب وغير العرب فالواجب النصح للعرب ولغيرهم. ثم العرب لهم مزية من جهد أنهم رهط النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الله بعثه فيهم بعثه بلسان عربي ولهم مزية من هذه الحيثية أنهم حملوا الإسلام، وهم رهط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم أول من حمل الإسلام ونشره بين الناس فلهم مزية ولهم حق من هذه الحيثية فينبغي أن تعرف لهم أقدارهم، ويعرف فضلهم أعني العرب الذين دخلوا في الإسلام وحملوه إلى الناس وعلموه الناس وصاروا قدوة في الخير كالصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - من العرب ومن حمل الإسلام معهم من العجم هؤلاء لهم فضل ومزية من العرب والعجم كالصديق وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وغيرهم من الأنصار والمهاجرين لهم فضل عظيم، وهكذا من تبعهم بإحسان في حمل العلم والجهاد في سبيل الله، حتى نشروا دين الله وعلموه الناس سواءً كانوا عرباً أو عجماً. لهم حق عظيم على المسلمين المتأخرين في الدعاء لهم والترضي عنهم وشكرهم على ما فعلوا وحبهم على ذلك. أما العرب الكفار لا حق لهم في هذا وهكذا العجم الكفار لا حق لهم في هذا إما هذا في حق العرب الذين تحملوا الإسلام ونشروه بين الناس، وعلموه الناس وجاهدوا في سبيل الله حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، فلهم مزية ولهم حق. فينبغي لمن جاء بعدهم أن يعرف لهم فضله وأن يشكرهم على عملهم الطيب وأن يترضى عنهم ويدعوا لهم كما يدعوا أيضاً لغيرهم من العجم الذين شاركوا في الخير ودعوا إلى الله وحملوا العلم، وعملوه الناس وألفوا الكتب المفيدة النافعة، فهذا مشترك بين العرب والعجم.