حكم حلق اللحية للعمل في مجال الإعلام!

السؤال: أنا شاب عندي 19 سنة، وفى مجال الإعلام؛ أي يؤهلني للعمل في الصحافة، وأنا والحمد لله أعلم حكم اللحية، وقدرها؛ ولكن عند التحاقي في هذا المجال قد يطلب مني حلق لحيتي، وقد سألت أحد العلماء في مصر فأفتاني بعدم حلقها وعدم الالتحاق، وقال لي: كيف يبارك لك في مكان تعصي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وسألت عالماً آخر فقال لي: هذا واقع، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أمرتكم بشيء فافعلوا منه ما استطعتم"؛ ماذا أفعل؟

الإجابة

الإجابة:

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم رعاك الله أن إعفاء اللحية من الأوامر الشرعية الأكيدة، التي يجب على المسلم امتثالها، ففي الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب". والأحاديث في هذا الباب كثيرة في الصحيحين وغيرهما، والأمر يقتضي الوجوب في قول جمهور الأصوليين والفقهاء؛ وقد اجتمع في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، وهو هدي النبيين جميعاً، وكذلك فِعْلُ الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، لا يعرف منهم مخالف؛ ولذلك حكى أبو محمد بن حزم الإجماع على حرمة حلقها قال: "واتفقوا أن حلق جميع اللحية لا تجوز".اه. وأقره شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض مراتب الإجماع؛ فلم يتعقبه.

وإذا تقرر هذا؛ فلا يجوز لك العمل في مجال يلزمك حلق اللحية فيه.

لكن إذا كان إعفاء اللحية يسبب للمرء ضرراً مجحفا محققا، كالقتل أو التشريد أو الحبس أو التعذيب كما يحصل في بعض البلدان، ولم يستطع دفع ذلك الضرر إلا بالتخفيف من لحيته أو حلقها- فإنه يجوز له اللجوء إلى الأخف، وهو التخفيف، فإن لم يزل فبالحلق؛ دفعًا لهذا الضرر. والله أعلم.