هجرت عمي لأنه أخطأ على أبي فهل علي إثم

إن عمي أخو والدي من عمه بينه وبين والدي نزاع، وزعلت أنا من أجل أنني رأيت عمي يخطئ على والدي وبقيت لا أسلم على عمي أكثر من ثلاث سنوات، وحيث أن والدي حذرني من السلام على عمي أخو والدي من عمه، فهل علي إثم؟

الإجابة

صلة الرحم من أهم الواجبات، والعم من أقرب الأرحام وهو صنو الأب، فيجب أن يوصل بالكلام الطيب والفعل الطيب، وبر الوالدين من أهم الواجبات وأعظم الواجبات ، وحق الوالد أكبر من حق العم، ولكن الهجر لا يجوز إلا بعلةٍ شرعية ، الهجر فوق ثلاثة أيام لا يجوز إلا إذا كان المهجور قد أظهر المعاصي والبدع فيستحق الهجر لما أظهر من البدع والمعاصي حتى يتوب، أما الهجر في حق الوالد أو في حق زيد أو عمر في أمور الدنيا والخصومات هذا لا يزيد على ثلاثة أيام، هكذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- ونهى عن الزيادة عن ثلاثة أيام. فالواجب عليك أن تصل عمك، وأن تزيل الهجر، وأن تعتذر إليه، وتطلبه المسامحة، وأن تستسمح أباك في هذا وتقول هذا أمر يلزمني من جهة الله، والحديث الصحيح : (إنما الطاعة بالمعروف). يوجب عليك ذلك ، وفي لفظٍ آخر: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فإذا أمرك أبوك بقطيعة الرحم، لا ، ولكن تعامل أباك بالحكمة والكلام الطيب، والصلة الحميدة، وتستسمحه في هذه الأمور، وتخاطبه بالتي هي أحسن ، وتقوم بصلة الرحم، ولو الذهاب خفية عن والدك إذا كان لم يسمح، تقوم بالواجب من صلة الرحم والكلام الطيب مع عمك وغيره، ولو ما أطلعت أباك على ذلك إذا كان لم يسمح ، أما أنك تهجر بغير حق من أجل كلام والدك هذا لا يجوز.