الاستغفار دون الإقلاع عن المعاصي

أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالاستغفار، وقد قرأت في كتاب الأذكار أن شخصاً تعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم إن استغفاري مع إصراري لؤم، وأن تركي الاستغفار مع علمي بسعة عفوك لعجز، ما صحة ما قيل؟

الإجابة

الواجب على المؤمن الاستغفار والتوبة ولو أصر، يجاهد نفسه، والتعلق بأستار الكعبة لا أصل له في هذا، ولكن في أي مكان يتوب إلى الله، في بيته، في المسجد، في الطريق، في أي مكان، عند الكعبة في المسجد الحرام في الطواف في السعي في أي مكان، والواجب هو الإنابة إلى الله والعزم الصادق على ترك الذنوب، وما هو بلؤم، بل الواجب عليه أن يستغفر الله وأن يجتهد ولو كانت المعاصي موجودة، يحاسب نفسه ويجاهدها حتى يترك هذه المعاصي، وجود الله وكرمه سبحانه يوجب للمؤمن الطمع في رحمة الله والحرص على الاستغفار وألا ييأس ولو بقيت المعاصي لا ييأس، لا ييأس، يجاهد نفسه، وهذا مما يجب عليه، وهذا من توفيق الله له، فيلح ويجتهد في الدعاء ولو بقيت معه المعاصي حتى تزول، لا يتساهل يقول: أنا يائس، لا، الله يقول: ..لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.. (53) سورة الزمر ، ويقول: ..وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ.. (87) سورة يوسف، فأنت إذا أصريت فلا تيأس، جاهد نفسك في الندم والإقلاع وترك المعاصي حسب طاقتك في كل وقت، ولا تيأس من رحمة ولا تقنط، بل هذا من الكيس أن تجتهد وليس من العجز، بل من الكيس أن تجتهد في التوبة والندم والإقلاع ومحاسبة النفس والحرص على صحبة الأخيار وتذكر عظمة الله وما يجب عليك من حقه حتى تتوب إليه، وحتى تنيب إليه، فهو سبحانه جواد كريم، ذو الرحمة الواسعة والمغفرة الواسعة، فلا تقنط ولا تيأس، ولكن إياك أن تطاوع الشيطان في عدم التوبة والاستغفار.