هل يتعارض إثبات الصفات مع التفويض ؟

السؤال: من فضل الله نعلم أن عقيدة السلف هي إمرار صفات الله عز وجل، وهذا واضح من كثير من النقولات عنهم، ولكن ما الدليل على أنهم كانوا يثبتون المعنى أيضاً ويفوضون الكيفية فقط؟ لأن كثيراً مما نقل عن السلف يوحي أنهم كانوا يفوضون المعنى، وهذا يظهر من صيغ كلامهم، كقولهم: "آمنت بما جاء عن الله على مراد الله" أوكقولهم: "إن الله استوى على العرش كما شاء، ويقرب من خلقه كما شاء، وينزل إلى السماء الدنيا كما شاء".. أي نعم في ألفاظ كلامهم إثبات الصفة ولكني أفهم أنهم يتركون المعنى لله عز وجل.

الإجابة

الإجابة: لاريب أن السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة وكذا من تبعهم بإحسان كانوا يثبتون معاني ما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر شواهد هذا في كلام السلف الصالح لا يمكن حصر بعضه فضلاً عن الإحاطة به، ومن نسب إلى السلف خلاف ذلك فهو إما أنه لم يفهم بعض المنقول عنهم وأخرجه عن وجهه، وإما أن يكون قد وقف على كلام مشتبه كإطلاق بعضهم "لا كيف ولا معنى" فإن مثل هذا الكلام المشتبه يجب حمله على المحكم من كلامهم، فإذا كان الاشتباه يقع في كلام الله الحكيم الخبير فكيف بكلام البشر، وليتضح لك ذلك أوصيك بمراجعة ما كتبه أخونا الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي في كتابه (مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات) فقد تناول كل ما احتج به المفوضة بالدراسة والمناقشة وفق الله الجميع.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح