الإجابة:
كثيرًا ما نسمع هذه المقولة لكنها غير سليمة؛ لأن المسلم مطلوب منه أن
يعمل بالإسلام كله، قال تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ
كَآفَّةً} [سورة البقرة: آية 208]، يعني: خذوا
الإسلام كله، لا تأخذوا بعضه وتتركوا بعضه.
أما القول بأننا يجب أن نشتغل بالرد على أعداء الإسلام والملحدين ولا
نهتم بآداب الإسلام وأحكامه فهذا ليس صحيحًا، بل لابد أن نعتني
بالأمرين معًا: نصلح أحوالنا أولاً، ونستقيم على أمور ديننا ونلتزم
بالسنن التي يأمرنا بها ديننا، وبهذا نستطيع أن نقف في وجه أعدائنا،
هل نقف في وجه عدونا ونحن مجروحون، وقد ضيعنا قسطًا من ديننا وتساهلنا
فيه، وقلنا هذه فروع وهذه توافه؟!
وأنا أقول: لابد من الالتزام بجميع قضايانا الإسلامية كبيرها
وصغيرها؛ لأن ديننا دين التكامل فلا يحق لنا أن نأخذ شيئًا ونترك
غيره، فالدين يسر لكن هذا لا يعني أن نترك بعض الأوامر، ونرتكب ما
نهينا عنه في بعض الجوانب ونقول: إن هذه أمور سهلة؛ لأن التساهل
بالمعصية قد يجر إلى معصية أكبر منها، والتساهل بالصغيرة يصيرها
كثيرة، كما قال أهل العلم.
والواجب أن نعظم حرمات الله سبحانه وتعالى، ومن يعظم حرمات الله فإنه
من تقوى القلوب، فنحن نأخذ ديننا كله بما فيه من التزام السنن والعمل
بالواجبات.