الجلوس مع أناس يؤخرون صلاة الفجر

ما حكم من سكن مع مجموعة من الشباب لكنهم لا يصلون صلاة الصبح في وقتها، بل يتركونها حتى قيامهم إلى العمل ثم يصلون، أمرهم بهذا ولم يستجيبوا، ويسأل توجهيكم؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

الواجب أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، والإنكار عليهم، وتحذيرهم من مغبة ذلك، فإنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، الله كتب على المسلمين الصلاة، ووقتها، (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (103) سورة النساء. وأمر أن تؤدى في وقتها، أمر الله أن تؤدى في وقتها، وهكذا رسوله عليه الصلاة والسلام، يقول الله جل وعلا: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) ) يعني صلاة الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (78) سورة الإسراء ، فالواجب أن تؤدى في الوقت، ولا يجوز لمسلم أن يؤخر صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس حتى يقوم إلى عمله، بل يجب عليه أن يصليها في الوقت، وإذا تعمد ذلك يكفر عند جمع من أهل العلم، إذا تعمد ذلك، قصد ذلك، كفر عند جمعٍ من العلماء، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ومن أخرها عن وقتها عمداً فقد تركها، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب الحذر، الواجب على المؤمن أن يحذر هذه المحارم العظيمة، ولو قيل بعدم كفره، يجب عليه أن يحذر؛ لأنها معصية عظيمة، وكبيرة عظيمة حتى ولو قلنا بعدم الكفر، مع أن القول القوي، القول الراجح كفر من ترك الصلاة وإن لم يجحد وجوبها لهذا الحديث الصحيح وما جاء في معناه يقول -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، رواه مسلم في الصحيح، فالذي ترك الصبح حتى طلعت الشمس قد تعمد تركها، وإذا ترك العصر حتى غابت الشمس فقد تعمد تركها، وإذا ترك العشاء حتى طلع الفجر فقد تعمد تركها، ويقال له أنه ما صلى، ويقال له ترك الصلاة، وإذا ترك الخمس جميعاً صار أشد في الكفر، فالذي يترك واحدة، أو ثنتين حكمه حكم الذي يترك الجميع، والله يقول سبحانه: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى) (238) سورة البقرة. يعني حافظوا عليها في وقتها، يجب أن يحافظ عليها في وقتها، ولا يجوز التشبه بأهل النفاق. جزاكم الله خيراً