تفسير آية الروم

سؤال عن تفسير قوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ))[الروم:1-3]، أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآية الكريمة، ومن هم الروم المذكورون فيها؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فالروم هم النصارى المعروفون، وكانت الحالة بينهم وبين الفرس سجال في الحرب، يزال هؤلاء على هؤلاء تارة وهؤلاء على هؤلاء تارة، فأخبر الله سبحانه وتعالى أنهم غلبوا يعني غلبتهم الفرس في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين، فوقع ذلك فغلبت الروم الفرس، وكان ذلك في أو المبعث حين كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك من الآيات والدلائل على صدقه -صلى الله عليه وسلم- وأنه رسول الله حقاً، إذ وقع الأمر كما أخبر الله به في كتابه العظيم، الله جل وعلا هو العالم بالمغيبات ويخبر نبيه بما يشاء منها سبحانه وتعالى، كما أخبره عن كثير مما يكون في آخر الزمان، وكما أخبره عما كان في ما مضى من الزمان من أخبار عاد وثمود وقوم نوح وفرعون ولوط وغير ذلك، وكما أخبره أيضاً عليه الصلاة والسلام بما يكون يوم القيامة وحال أهل الجنة وحال أهل النار إلى غير ذلك، فهذا من جملة الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن فوقعت كما أخبر، وكان ذلك من علامات صدق رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.