حكم التصوير

هل هذه الأحاديث الآتية صحيحة أم لا، مع توضيح معنى الحديث لو تكرمتم؟ الحديث الأول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الذين يضعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) إذا كان هذا الحديث صحيح ، فما حكم الصور المتداولة بين الناس اليوم في الأسواق والمنازل والسيارات؟ والصور المطلوبة في المدارس والجامعات وجميع الصور بأنواعها؟ وما هي الصور المحللة في الدين؟

الإجابة

نعم هذا الحديث صحيح رواه البخاري -رحمه الله- في الصحيح وغيره عن عائشة -رضي الله عنها-، وفي بعض أحاديث أخرى يقول فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) وكان سبب ذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- قدم من سفر فرأى على بيت عائشة ستراً فيه تصاوير -ثوب فيه تصاوير- فغضب وهتك الستر وقال: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (كل مصور في النار)، ويجعل له في كل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم، وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ) فهي دالة على تحريم تصوير ذوات الأرواح: من دواب وطيور وبني الإنسان، كل هذا ممنوع، إلا للضرورة، وقد قال -عز وجل-: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ[الأنعام: 119]، فالضرورة التي لا بد منها فلا حرج في ذلك، مثل: تصوير ....... حتى يتبين هل هو من هذه الدولة أو من هذه الدولة، وحتى لا يشتبه بغيره، وحتى لا تستعمل الرعوية لمن ليس من أهلها، فإذا وجدت صورة لم يستطع غير صاحبها أن ...... إذا نسي، وهكذا عند الحاجة الأخرى، مثل: أصحاب الجرائم المعروفين إذا صورهم ولاة الأمور ونشروا صورهم بين الحراس في أطراف البلاد حتى يعرفوهم ويمسكوهم، أو ما أشبه ذلك من الحاجات المهمة الضرورية العظيمة، فلا حرج في ذلك، وإلا فالواجب عدم التصوير، وقص الصور. ثبت في الصحيح عن علي -رضي الله عنه- أمير المؤمنين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تدع صورة إلا طمستها) هكذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي -رضي الله عنه-: (لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) أخرج مسلم في الصحيح....... الصور، وأنك إذا رأيت الصورة في بيتك تطمسها تزيلها سواء في جدار أو محفوظة عند أهلك، تزيلها تطمسها تتلفها. وهكذا القبور المشرفة تهدم، لا يبنى على قبر لا مسجد ولا قبة ولا غير ذلك، ولهذا ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قالت عائشة -رضي الله عنها- يحذر ما صنعوا. وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كانوا قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) أخرجه مسلم في الصحيح، ...... -رضي الله عنه-، وثبت في الصحيح عن جابر -رضي الله عنه- قال: (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها) فلا يبنى على قبر قبة ولا مسجد ولا حجرة، بل يكون مفتوحاً أمام السماء: مثل قبور الصحابة في البقيع، قبور المسلمين في بلاد التي سلمت من هذا البلاء، تكون مفتوحة مكشوفة، يرفع القبر عن الأرض قدر شبر، ولا يبنى عليه شيء، بل يكون مكشوفاً ليس عليه سقف ولا بناء، وهكذا قبور المسلمين ترفع عن الأرض بقدر التراب الذي خرج من اللحد، يكون فوق القبر حتى يُعرف أنه قبر، حتى لا يوطأ ولا يمتهن، ولا يبنى عليه قبة ولا مسجد ولا حفرة ولا غير ذلك، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا حذرنا من التشبه بغيرنا، وأما الصورة التي فيها الفراش الذي يوطأ فلا حرج فيها، إذا كانت فيها فراش يطؤه الناس فلا حرج في ذلك، لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأى عند عائشة ... فيه تصاوير فهتكه كانت عائشة رضي الله عنها تجعله في وسادتين يلتصق بهما النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على أن الصورة التي تمتهن في الفراش أو الوسادة لا تمنع دخول الملائكة لكن لا يجوز التصوير، ليس لأحدٍ أن يصورها في الفراش، ولا في السجادة ولا في الخرق لكن لو جاءت بوجهها خرقة مصورة أو بساط مصور فلا بأس أن تجعله وسادة ولا بأس أن تجعل الفراش في بيتك تطؤه، تجلس عليه، تطؤه، لا حرج في ذلك والله المستعان.