الكلام على تأويل الصفات

السؤال: هل الأصل عدم التأويل أو الأصل التأويل؟ وما هي صحة قول ابن عباس في تأويل: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً}؟

الإجابة

الإجابة: إذا كان السؤال يتعلق بتأويل صفات الباري سبحانه وتعالى فإن أصل تأويلها إنما هو خوف من تشبيهه بخلقه، هذا الحامل عليه في الأصل، لكن الواقع أننا لا نحتاج إليه أصلاً، لأن من آمن بالله وبما جاء به رسوله من عنده وعرف أنه لا أحد أعلم بالله من الله، ولا أحد بعد ذلك أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الناصح الأمين الحريص على هداية الأمة لم يكن ليتركهم في مضلة وضياع، ولم يكن ليأتيهم بما هو موهم للتشبيه أو موهم للضلال ويسكت حتى يموت ويلقى الله ولم يشرح ذلك لأمته ولم يبينه لهم!!! هل تعلمون أحداً أنصح للناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل تظنون أن أحداً أحرص على عقائد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لماذا يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التأويل ثم يأتي أقوام آخرون فيؤولون؟!!! إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وهو الحريص عليهم كما أخبر بذلك ربنا سبحانه وتعالى وشهد له به، فقال: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}، ولهذا يقال لمن أراد ذلك القول هذا الذي تدعو إليه: هل دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي أم لم يدعوا إليه؟ فإن أقر أنهم لم يدعوا إليه يقال فمن أين لك علمه؟ ومن أين لك أن تدعو إليه ولم يدع إليه أولئك؟ فهذا الجواب المسكت في حق أولئك.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.