الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد يكون قصد الرجل كما قالت زوجتك سليماً؛ لكنه على كل حال مخطئ متعد للحدود الشرعية؛ إذ ما كان له أن يرفع الكلفة بينه وبين امرأة أجنبية عنه جمعه بها عمل في مكان واحد يوماً من الأيام، وهذه هي الآفة التي يعاني منها أكثر الناس في مجتمعنا؛ حيث يتعامل الذكر مع الأنثى متعدِّين ضوابط الشرع، وهم بين إفراط وتفريط فمنهم من لا يسلِّم على النساء قط بل يعبس في وجوههن ويقطب جبينه إذا لقيهن؛ خلافاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا مر بالنساء يلقي عليهن السلام ويجيب على أسئلتهن ويقضي حوائجهن، ومنهم من يتعامل مع النساء كلهن وكأنهن محارم له؛ يصافحهن ويمازحهن ويخالطهن ويرفع الكلفة معهن، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.
فأنت محق في غضبك من ذلك الرجل غفر الله له؛ وينبغي لك التفاهم مع الزوجة في وجوب التزام الحدود الشرعية في التعامل مع الرجال الأجانب أياً كانوا، منعاً لسوء الظن والقيل والقال، ومن أجل أن تدوم الألفة بينكما، والله ولي التوفيق.