تفسير: {قال الذي عنده علم من الكتاب...}

السؤال: في قصة سليمان مع ملكة سبأ، عندما أراد من جنوده الإتيان بعرشها: {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}، ما هذا الكتاب الذي عنده علم منه وهل كان يعلم كتاباً لا يعلمه سليمان؟

الإجابة

الإجابة: إن الراجح في تفسير هذه الآية أن جنود سليمان الذين كلفهم بإحضار عرش ملكة سبأ منهم الجن، ولذلك قال: {قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}، ومنهم الذين يستجاب دعاءهم من جنوده من الإنس، {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}، ففي جنوده بعض الإنس، ومنهم في ذلك الوقت من يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أجاب وإذا دعي به أعطى.

والراجح أن هذا الذي عنده علم من الكتاب هو الذي يعرف اسم الله الأعظم، ولا ينافي ذلك أن يكون سليمان يعرف اسم الله الأعظم، لكنه أراد استعمال جنوده في مثل هذا، وهو ملك والملوك لا يباشرون مثل هذه الأعمال بأنفسهم وإنما يكلونها إلى جنودهم، فلذلك عرض الأمر على جنوده ويسر الله له من أحضر له عرش ملكة سبأ.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.