توبة من وقع في معصية بعد توبته الأولى

يصف نفسه بأنه كان عاصٍ لله ثم تاب لله تعالى، لكنه أيضاً وقع في معصيةٍ بعد التوبة، وحينئذٍ سببت له قلقاً شديداً، ويسأل: هل سيعاقبه الله، وهل سيقبل منه توبته، علماً بأنه تاب إلى الله وبدأ يقرأ القرآن كثيراً، ويبكي من خشية الله؟

الإجابة

هذه من نعم الله، التوبة من نعم الله العظيمة، والحمد لله الذي من الله عليك بالتوبة، وإذا كانت التوبة صادقة قد اشتملت على شروطها الثلاثة وهي: الندم على الماضي من المعاصي، وتركها والحذر منها، والعزم ألا يعود فيها، وهو صادق في ذلك، حمله على هذا خوف الله وتعظيمه والإخلاص له، فإن الذنوب تمحى بهذه التوبة. والمعصية الجديدة عليه التوبة منها وحدها والتوبة السابقة قد محا الله بها ما مضى، ولا يخفْ، ما دام تاب توبة صادقة خالصة لله نادماً على الماضي تاركاً للماضي وعازماً عزماً صادقاً ألا يعود فيه فإن الله يمحوه بذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تَجبّ ما قبلها)، يعني تهدم ما قبلها، ويقول عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، أما المعصية الجديدة فعليه التوبة منها توبة جديدة وإذا تاب من المعصية الجديدة محاها الله عنه أيضاً إذا تاب توبة صادقة بالندم عليها، والإقلاع منها والحذر منها، والعزم ألا يعود فيها عزماً صادقاً خائفاً من الله تعظيماً لله مخلصاً لله محاها الله مثل التي قبلها، إلا إذا كانت المعصية تتعلق بالمخلوق يتعدى على مخلوق أخذ ماله ضربه سفك دمه، هذه لها شرط رابع، لا بد من إعطاء المخلوق حقه، أو تحلله، فلا تتم التوبة من حق المخلوق إلا بشرط رابع، وهو: أن يعطيه الحق أو يتحلَّله من حقه ويسمح له.