التداوي بنقل الدم من شخص لآخر

السؤال: هل يجوز التداوي بنقل الدم من إنسان لآخر، وذلك بحقنه من طريق الشرايين؟

الإجابة

الإجابة: الدم نجس حرام، لا يجوز استعماله، ولا تناوله، سواء كان عن طريق العلاج والتداوي بحقنه من طريق الشرايين، أو كان استعماله عن طريق الأكل والشرب، أو غير ذلك؛ وذلك للأحاديث الواردة في النهي عن التداوي بالمحرمات كحديث: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم" (1)، لكن إذا وصل بالإنسان المرض إلى حالة الاضطرار، وخشي على نفسه الهلاك، فالضرورات تبيح المحظورات؛ ولهذا لما ذكر الله تحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما عطف عليها، قال بعد ذلك: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (2)، وقال تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (3).

فإذا بلغت الحال بالمريض إلى ما ذكر، جاز له نقل الدم، بل ربما يجب عليه استعماله؛ لإنقاذ نفسه من الهلاك؛ لقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (4)، ولهذا صرح الفقهاء أنه يجب على الإنسان الأكل من الميتة ونحوها إذا خاف على نفسه التلف. والله أعلم.

___________________________________________

1 - البخاري تعليقاً (4/35) موقوفا. ووصله أحمد في (الأشربة)، والطبراني في (الكبير) (3/44)، والحاكم (4/218) وغيرهم.
2 - سورة المائدة: الآية (3).
3 - سورة البقرة: الآية (173).
4 - سورة البقرة: الآية (195).