حكم قراءة الكتب التي تحوي علوم الأسرار

السؤال: هل يجوز قراءة الكتب التي تحمل الجداول مثل كتاب: "الأوراق" و"شمس المعارف"، وغير ذلك؟

الإجابة

الإجابة: إن العلوم تنقسم إلى قسمين: إلى علوم خير وعلوم شر، فعلوم الخير هي ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء به من عند الله، وعلوم الشر هي ما سوى ذلك.

وهذه العلوم علوم الشر هي التي يسميها الناس بالسر وهي في الغالب سبعة أنواع:

- منها السحر الذي هو كفر، كما قال الله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
- ومنها علم أسرار الحروف.
- ومنها اليازجا.
- ومنها السيميا.
- ومنها الكيميا.
- ومنها الكهانة ومخالطة الجن.
- ومنها التنجيم، فهذه كلها من علوم الشر التي لا يحل تعلمها ولا يجوز استغلالها ولكنها متفاوتة الدرجات، فبعضها كفر كالسحر والسيميا، وبعضها لا يصل إلى ذلك وإنما هو محرم فقط لكن لا يصل إلى درجة الكفر كأسرار الحروف والجداول ونحوها، فهذه ليست سحراً ولا كفراً ولكنها محرمة لا يجوز الاشتغال بها ولا تعلمها، وإنما كان بعض علماء هذه البلاد يتعلمها أو يستغلها للضرورة إلى ذلك فقط، والضرورة لا تتعدى محلها، تقدر بقدرها، ولا يجوز تجاوز ذلك واليوم قد استغنى الناس عنها فلا يحل الاشتغال بها لا تعلماً ولا تعليماً ولا عملاً.

الكيميا ليست الكيميا المعروفة اليوم، وإنما هي علم من علوم الأقدمين يستخدم فيه الزئبق ويخدمه الجن ففيه تعاويذ معينة تتلى على الزئبق فإذا وضع على الحجر انقلب إلى ذهب ونحو ذلك، وهذا العلم قديم جداً، ولذلك ورد فيه الحديث: "من طلب الغنى بالكيمياء أفلس"، والقدماء كانوا يشتغلون به، وقد اشتهر ذلك مع الأسف في أواخر العهد العباسي، ولذلك يقول أحد الشعراء:
........................... *** لو لم يكن في الأرض إلا درهم مدح ابن يحيى الكيمياء الأعظم *** ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
- بالنسبة للسيمياء: علم من علوم الشر يقتضي نفوذ الأرواح الشريرة وتأثيرها في الأجساد بطريقة التركيز في الموجات الكهرومغناطيسية، وهو علم منتشر إلى زماننا هذا، ما زال موجوداً إلى الآن، ومنه ما يسمى باليوغا، وهي الألعاب الهندية التي تحصر فيها الأرواح في مكان واحد من الجسد، فيكون الإحساس مثلاً في إصبع من أصابع الإنسان، إذا ضرب في أي مكان لم يؤلمه الضرب حتى يوصل إلى المكان الذي وضع فيه روحه أو مكان الإحساس من جسده، وهذه كفر مثل السحر، السيمياء كفر مثل السحر.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.