الإجابة:
سرتني كثيراً رسالتك الطيبة وسؤالك عن حلقات الذكر وفقك الله وجميع
إخوانك في ديار الغربة على التمسك بالإسلام والعمل له حتى تلقوا ربكم.
وأقول أخي الكريم...لم يثبت قط أن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين
جلس فريق منهم يذكرون الله على ذلك النحو الذي فهمه بعض الناس من عموم
الأحاديث التي ذكرتها وهي أن يجلسوا ليرددوا الذكر والتسابيح بصورة
جماعية كأن يقولوا مثلاً: "لا إله إلا الله" جميعاً ثم
يكررونها...سواء كان هذا وهم جلوس أو قيام، وقد ورد إنكار عبدالله بن
مسعود رضي الله عنه على جماعة في العراق جلسوا يذكرون الله حلقاً وبين
يدي كل منهم كوم من الحصى، وعلى رأس كل جماعة رجل يقول لهم سبحوا الله
مائة مرة، فيسبحون، هللوا مائة مرة، فيهللون، وهكذا... وقال لهم قولاً
شديداً وكان مما قال لهم: لأنتم على ملة هي أهدى من ملة رسول الله أو
مقتحمو باب ضلالة!! ومن أجل ذلك حمل أهل العلم الاحاديث التي جاءت
بشأن فضل الجلوس في جماعة لذكر الله أن المراد بها تعلم العلم،
ومدارسته، أو جلوس كل منهم يذكر الله في نفسه، وليس بصورة جماعية
يرددن الذكر.
والخير كله في اتباع سلف الأمة، وأما عناية الأوربيون الذين يدخلون
الإسلام بهذا النوع من العمل -الذكر الجماعي- فلا ينبغي أن تكون
باعثاً لنا إلى استحداث هذه الوسيلة، ويمكن الاستعانة عن ذلك بترديد
سور من القرآن بصورة جماعية للحفظ والتعلم. والله تعالى أعلم.