ليس في قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) دليل على عدم قتل الحيات

اختلفت مع أحد إخوتي في الله إذا قال لا يصلح أن تقتل الحية قبل أن تستأذن لمدة ثلاثة أيام، واستدل بآيةٍ وطلبت منه الإيضاح أكثر، فقال: إن قول الحق - تبارك وتعالى - : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. دليلٌ على هذا، فبينت له أن الآية الكريمة ليست دليلاً لما يقول، أرجوا أن توجهوني حول الموضوعين جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

نعم ليس في الآية دليل على ما قال من عدم قتل الحيات، لأن فيها ذكر الجن والإنس وأنهم خلقوا ليعبدوا الله، أما الحيات والعقارب والكلاب وغيرها خلقت لأمر آخر ولحكمةٍ أخرى، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم- أن الحية إذا كانت في البيوت تعلن ثلاثا، تنذر ثلاث مرات فإن اختفت وإلا قتلت، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (إن للبيوت عماراً من الجن قد يتشبهن بالحيات). قد يتشبهوا بالحييات، فتنذر ثلاثاً، فإن اختفت وزالت وإلا قتلت. أما إذا كانت في البرية والأسواق والمساجد فهذه تقتل إذا رؤيت تقتل، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اقتلوا الأسودينفي الصلاة الحية والعقرب). هكذا جاء الحديث. وهذا يعم المساجد والبواري حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب). ووجدوا في منى حيةً فقام إليها الناس ليقتلوها فسبقتهم ولم يستطيعوا قتلها، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (وقيت شركم كما وقيتم شرها). فالحاصل أنها إذا كانت في البرية أو في مثل المشاعر لا بأس أن تقتل، فالمشروع قتلها دفعاً لأذاها أو في الطرقات أو في المساجد، أما في البيت السكن فإنها تستأذن وتنذر، ويقال لها: إن عدت قتلناك، لا تخرجي إلينا، لا تبرزي إلينا؛ لأنها قد تكون جنية، فتفهم الكلام، فإن برزت بعد الثالثة قتلت.