حكم تقديم خدمة الوالدين على الحج

أخوكم في الله تاج الدين إبراهيم أحمد يقول: والدتي الحاجة توفيت بالأراضي المقدسة بعد أداء فريضة الحج، وتوفيت بجدة وهي في طريقها إلى السودان يوم ثلاثة وعشرين ذي الحجة، وأنا منذ ذلك التاريخ لي النية صادقة لزيارة الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، والوقوف على قبر والدتي والترحم عليها، ولكن الحائل دون ذلك هو أن والدي رجل شيخ كبير، وهو طريح الفراش، لا يستطيع الحركة، ويأكل ويشرب جيداً جداً، وهو معي بالمنزل، وهو دائماً يقف عقبة دون حضوري إلى الأراضي المقدسة، فهل يحق لي من ناحية شرعية تركه، والحضور إلى الأراضي المقدسة، مع العلم بأنني سوف أمكث بعض الزمن بعد قضاء الفريضة بالأرض المقدسة، فما رأي الشرع والعلماء، أفيدوني زادنا الله وإياكم علماً ودمتم في حفظ الله ورعايته

الإجابة

ينبغي أن تعلم أيها السائل أن بر الوالدين من أهم الواجبات ومن أعظم الفرائض، كما قال الله –جل وعلا- : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (الإسراء: من الآية23), وقال-سبحانه-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(لقمان: من الآية14)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل من الأفضل : قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله. قيل: ثم أي؟ قال : بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيله). فبر الوالدين من أهم المهمات حتى قدم على الجهاد ، فكونك تقيم على والدك وتحسن إليه وترعاه وتتطلف به وتقضي حاجاته هذا أعظم وأفضل من حجك ومجيئك إلى الأرض المقدسة فأوصيك أيها الأخ بلزوم أبيك والإحسان إليه والاستمرار في بره ، حتى يشفيه الله أو يتوفاه الله ، وبعد ذلك بإمكانك التوجه للحج والعمرة ، رزقنا الله وإياك التوفيق وتقبل الله منا ومنك.