حكم تعلم الثقافة الجنسية

السؤال: أنا أُعتَبر شابًّا بِهذا السن ولكن أنا كنت أفعل العادة السرية، ثم أقلعت عنها وتُبْتُ إلى الله، ولكن أنا بسبب أني كنت بالمدرسة مُحترمًا وخجولاً لم أكن أحضر حصص العلوم المختصَّة بالتَّكاثُر، وأنا أخاف أن أتزوج وأنا لا أعرف شيئًا، ولكني دخلتُ على كثيرٍ من المُنتديات ولكن لا يقولون شيئًا علميًّا ولا شيئًا من الإسلام، فأنا أريد أن أعرف كيف يتمّ التَّكاثُر بيْن الزَّوجيْن، وأيضًا ما يَحدث ليلة الدخلة وكل شيء عن الثقافة الجنسية؟

الإجابة

الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالحمد لله الذي مَنَّ عليْكَ بالتَّوبة من تلْكَ العادة المحرَّمة، ونسألُ الله أن يثبّتك على الحقّ ويُلْهِمَك رُشْدَك ويُعيذَك من شرّ نفْسِك.

واعلم -رعاك الله- أنَّ الذكر والأنثى لَم يزالِا يتزاوجان ويتكاثران بطريقةٍ طبيعيَّة فطرية على مدّى العصور والدهور، وفي جَميع الحواضر والبوادي، وقبل أن يُخترع الحاسوب أو يُبتدع ما يسمَّى بالثَّقافة الجنسيَّة الَّتي ضررُها أكثَرُ من نفْعِها، حتَّى صار العُقلاءُ في الغرب الكافِر من أوربا وأمريكا يُنادون بإلْغاء تِلْك المادَّة أو على الأقلّ إعفاء أبنائِهم من دراستها.

فمَيْلُ الذَّكر للأنثى فِطْريّ والإنسانَ بفِطْرَته يعلم ذلك، بدون تعلّم وقراءة، بل حتَّى البهائم تتناكَح فضلاً عن الإنسان، ولا يَحتاج الأمر لكلّ هذا التَّهويل المقصود الَّذي يقصد منه إضلال الرّجال والنّساء وصرفهم عن الجادة إلى هاوية الانحراف.

والإسلام قد حضَّ على العِلم والتعلم وعلمنا طلب الزيادة منه؛ لأنه خير وكثرة الخير مطلوبة؛ قال تعالى: {وقل ربي زدني علما}[طه: 114]، وعلى الرغم من هذا فقد ثبت عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم انه استعاذ من علم لا ينفع فقال: "أعوذُ بك من علمٍ لا ينفَع"، وتعلم الأمور الجنسية لِمَنْ في مثل سِنّك أو لِمن لا يَحتاجُها الآن مِمَّا يضرّ ولا ينفع قطعًا؛ لما يترتب عليه من إيقاظ غير محمود للشهوة.

ولذلك يجب عليك أن تحذّر من الدّخول على مُنتديات الثَّقافة الجنسيَّة، أو القراءة في هذا الباب سدًّا للذَّريعة؛ فإنَّ الدّخولَ في هذا البابِ أوِ التَّوسّع فيه مِمَّا يُثِيرُ النَّفس والشَّهوة، وقد يُوقِعها -لا قدَّر الله- في المَحذور؛ فالقلبُ ضعيف، ومَن حامَ حولَ الحِمى رتَع، ومَن تشرَّف للفِتَن وقع فيها، لا سيَّما فتنة النّساء لأنَّ الدَّاعي فيها شديد، والمعصوم مَن عصَمه الله.

وقدْ (روى أحمدُ) عن النَّوَّاس بن سمعان الأنصاريّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "ضربَ اللهُ مثلاً صراطًا مُستقيمًا وعلى جَنَبَتيِ الصِّراط سُورانِ فيهما أبوابٌ مفتَّحة، وعلى الأبواب ستورٌ مُرخاة، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخُلوا الصّراطَ جميعًا ولا تتفرَّجوا، وداعٍ يدعو من جوف الصّراط فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تِلك الأبواب قال: ويْحك لا تَفْتَحْهُ فإنَّك إن تَفْتَحْه تَلِجْه، والصّراط: الإسلام، والسوران: حدود الله تعالى، والأبوابُ المفتَّحة: مَحارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصِّراط: كتابُ الله - عزَّ وجلَّ - والداعي من فوق الصراط: واعظُ الله في قلبِ كُلّ مُسلم".

فاحْرِصْ على ما يَنفَعُك من طلَبِ العِلم الشَّرعيّ، مع الإكثار من العبادة، لا سيَّما عبادة الصَّوم، حتَّى تدخُل في السَّبعة الذين يُظِلُّهم الله في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: ومنهم شابٌّ نشأَ في عبادة الله؛ كما صحَّ عن الصَّادق المصدوق في (الصحيحين) وغيْرِهِما، وقال صلى الله عليه وسلَّم: "احرِصْ على ما يَنْفَعُك" (رواه مسلم).

ثمَّ يُمكِنُك قبل الإقدام على الزَّواج أن تأخُذَه عن أهله الموثوقين وبضوابطَ شرعيَّة، وقراءة بعض الكُتُب المتخصّصة في ذلك مثل كتاب (تحفة العروس) للإسلامبولي، و(آداب الزفاف) للألباني،، والله أعلم.



من فتاوى موقع الألوكة