كيفية الدعوة إلى الله وشروطها وحكمها

ما كيفية الدعوة إلى الله - عز وجل - ، وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعي إلى الله - عز وجل -، وهل الدعوة إلى الله واجبة؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

نعم الكيفية بينها الرب - عز وجل - قال سبحانه: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [(125) سورة النحل]. هكذا السنة، قال جل وعلا: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [(159) سورة آل عمران]. وقال الله لموسى وهارون لما بعثهم إلى فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [(44) سورة طه]. فالسنة للداعي أن يراعي وأن يجمع بين الحكمة والعلم قال الله قال الرسول. ويعتني بالموعظة الحسنة الترغيب والترهيب يذكر ما جاء من الوعيد في المعاصي وما جاء من الأجر العظيم والفائدة الكثيرة في الطاعات يجازي بالتي هي أحسن لما عنده من الشبه والاشتباه يجازي بالتي هي أحسن والبيان الواضح ولا يشدد بل يرفض لأن هذا أقرب إلى القبول والتأثر، ولا بد من شرط البصيرة، شرط العلم لا بد يكون الداعي عنده بصيرة وعنده علم، قال الله جل وعلا: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ [(108) سورة يوسف]. فالواجب على الداعية أن يكون على بصيرة على علم، وأن يرفق في دعوته وأن يجادل بالتي هي أحسن حتى لا ينفر الناس من الحق. والواجب عليه أيضاً أن لا يخالف قوله فعله ولا فعله قوله، أن يقول الحق ويكون من أسرع الناس إليه، وأن ينهى عن الباطل وأن يكون من أبعد الناس من الباطل، هكذا يكون الداعي إلى الله، يدعو إلى الحق ويسارع إليه ويتخلق به، وينهى عن الباطل ويحذره ويبتعد عنه، ويرفق في دعوته، ويجتهد في ذكر الآيات والأحاديث لأن ذلك يؤثر في القلوب ويسبب القبول. والواجب عليه أن يكون من أسرع الناس إلى ما يدعو إليه، ومن أبعد الناس عما ينهى عنه من الواجبات والمحرمات أن يكون من أسرع الناس إلى كل واجب يدعو إليه ومن أبعد الناس عن كل محرم ينهى عنه حتى يتأسى في قوله وفعله قال الله جل وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [(21) سورة الأحزاب]. فهو - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو ويعمل، فهو الداعي إلى الله في قوله وفعله عليه الصلاة والسلام، فهكذا الدعاة المشروع لهم أن يكونوا دعاة إلى الله بأقوالهم وأفعالهم، وأن يكونوا على بصيرة، وأن يحذروا القول على الله بغير علم. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ.