هل يدعو "اللهم أبدلها زوجا خيرا من زوجها"؟

السؤال: هل يدعى للمرأة في الجنازة بما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم في دعائه للميت: "اللهم أبدله زوجا خيرا من زوجه"؟

الإجابة

الإجابة: روى الإمام مسلم في صحيحه (1600) من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، وأوسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من خطاياه كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، وعذاب النار"، وأما اللفظ الذي ذكرته فليس في شيء من روايات هذا الحديث، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه إذا كانت الجنازة أنثى فإنه يقول: "اللهم اغفر لها" فيؤنث الضمائر.

واختلفوا في هذه الجملة "وزوجاً خيراً من زوجها" فمنهم من يقول: إنه لا يدعى بذلك؛ لأنها قد تكون زوجاً في الجنة لزوجها في الدنيا، وهذا إذا كان المسئول في التبديل تبدل الذوات، قال الحجاوي في الإقناع(1/223): "ولا يقول: أبدلها الله زوجاً خيراً من زوجها، في ظاهر كلامهم"، وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في الرسالة (ص57): "وإن كانت امرأة قلت: اللهم إنها أمتك، ثم تتمادى بذكرها على التأنيث، غير أنك لا تقول: وأبدلها زوجا خيرا من زوجها؛ لأنها قد تكون زوجا في الجنة لزوجها في الدنيا، ونساء الجنة مقصورات على أزواجهن، لا يبغين بهم بدلا، والرجل قد يكون له زوجات كثيرة في الجنة، ولا يكون للمرأة أزواج".

أما إن كان المسئول تبديل الصفات فإنه يقال ذلك؛ لأنه لا يعارض كونها زوجته في الآخرة؛ إذ المسئول أن تطيب حاله وتصلح معاشرته.

وقيل: إن المسئول هو أن يعوضه الله في الحياة البرزخية، ما يزيل عنه الوحشة بعد مفارقة أهله وولده، فلا يمنع أن يكون التبديل عندئذ تبديل ذوات.

وقد أطال في مناقشته ذلك وبحثه الهيثمي رحمه الله في تحفة المحتاج (2/140)، وقال في نهاية المحتاج (2/476): "والظاهر أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات؛ لقوله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور:21]".

فالذي يظهر لي أنه لا بأس بقول هذا الدعاء بصيغة التأنيث، والله أعلم.
8-4-1425ه.

المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح