حكم مراسلة الأصدقاء من الرجال والنساء

أنا شاب ملتزم وأؤدي ما أمرني الله به، وأجتنب المحرمات قدر استطاعتي، لكنني أكثر من الصداقات والعلاقات العامة مع الناس رجالاً ونساءً، وأتحرج الحقيقة في علاقتي مع النساء، إلا أن لي صداقات كثيرة معهن، وبعد سفري من بلادي، لا زلت أواصل علاقتي بأصدقائي رجالاً ونساءً بالمراسلة، وأخشى إن قطعت مراسلتي عن بعضهم يظنون أنني تكبرت عليهم أو تغيرت، فهل عليّ إثم في ذلك؟ أفيدوني أفادكم الله. وكيف أتخلص من هذا؟

الإجابة

أما المصادقة مع الرجال والصحبة مع الرجال الطيبين فهذا معلوم لا بأس به، ...... أصحاب طيبيين أهل علم أهل عبادة أهل ورع أهل تقوى ليسوا بالعصاة المجاهرين ولكنهم من المعروفين بالخير والستر فلا بأس، أما الصداقة مع المتجاهرين بالمعاصي والمتساهلين بأمر الله فلا ينبغي اتخاذهم أصدقاء، بل ينبغي البعد عنهم والحذر من شرهم، حتى لا يجروك إلى معاصيهم. وأما النساء خطرهن كبير إن كانت الصداقة على دين وتقوى من دون خلوة من دون تكشف ولا رؤية لمفاتنهن بل مع الحجاب ومع عدم الخلوة؛ لأنهن أقارب ولأنهن جيران فيحسن إليهن لفقرهن أو لحاجتهن لبعض المئونة على وجه واضح لا شبهة فيه ولا ريبة فيه، إما لقرابة وإما لجوار وإما لكونهن من أصدقاء الوالدين أو ما أشبه ذلك فلا بأس بهذا، يصلهم ويحسن إليهم ولو بالمكاتبة. أما إذا كانت الصداقة مع النساء على وجه الريبة أو الخلوة بإحداهن أو المغازلة للطمع في الاتصال بها وما أشبه ذلك فهذا منكر ومحرم، ولا يجوز أن يتعاطف في الصداقة التي توقعه في الفواحش، قد تجره إلى ما حرم الله، فالحاصل أن الصداقة إذا كانت على وجه واضح وجه شرعي لا شك فيه ولا ريبة فيه لقرابة منه أو من والديه، أو جوار أو فقر وحاجة فيصلها، ويكاتبها للمساعدة لفقرها أو حاجتها أو لقرابتها، من دون أن يكون هناك بينه وبين المرأة خلوة أو التكشف منها، يرى مفاتنها، يرى وجهها ونحو ذلك، فهذه الصداقة لا بأس بها من جهة الدين، ليصلها أو يحسن إليها أو نحو ذلك، فأما صداقة تجره إلى الفواحش وإلى الخلوة بالمرأة أو المغازلة معها فيما يتعلق بين الرجل وأهله فهذا كله محرم كله منكر لا يجوز. بارك الله فيكم