رؤية أمهات المؤمنين في الجنة

السؤال: هل بالإمكان أن يرى المسلم إحدى المسلمات في الجنة اللاتي هنَّ أجنبيات عنه ولا يحللن له، هل يجوز أن يراهن في الجنة ويقابلهن، كأن يتمنى مسلم أن يقابل أمهات المؤمنين، خاصة وأن القلوب قد طهرت بدخول دار الطيبين، فقد دار حوار هادئ بين أناس ولم يخرجوا بنتيجة واضحة تفصل المسألة، فنأمل منكم إجابة شافية بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.

الإجابة

الإجابة: إن أمور الغيب لا سبيل إلى معرفتها إلا بالخبر عن المعصوم، لأن أمور الغيب لا تدرك بالعقول والتفكير، فأمور الجنة من الغيب المستور، والواجب الوقوف عند ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة، فيجب الإيمان بالجنة وما أخبر الله به من أصناف النعيم فيها، مع العلم بأن حقائقها لا يعلمها إلا الله، ولم يأت في النصوص أن الرجل يلقى نساء الآخرة.
فلم يرد نفي ولا إثبات للرؤية المسؤول عنها، وليس لنا أن نقول: إن الإنسان يمكن أن يرى أمهات المؤمنين أو نقول لا يمكن، بل يجب أن نمسك عن التفكير في هذا والخوض فيه، فإنه من الفضول وليس مما يشرع الدعاء به، ولا مما يشرع تمنيه، لكن الذي دل عليه القرآن أن المؤمنين يلتقون ويجلسون على السرر متقابلين، كما قال تعالى: {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين} [الواقعة:12-16]، وفي الآية الأخرى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين} [الحجر:47]، فلا ينبغي الخوض في أمور الغيب بلا علم.

بل إذا طُرح مثل هذا السؤال فينبغي أن يجيب الإنسان بقوله: الله أعلم، ويوجه السائل إلى عدم الخوض في ذلك لأنه لا فائدة فيه، {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً} [الإسراء:36]، وقالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} [البقرة:32].

نسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يجعلنا جميعاً من أهل جنات النعيم، وصلى الله وسلم بارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.