حكم من سلط غنمه على مزرعة غيره فاتلفتها ثم تاب بعد ذلك

مشكلتي يا فضيلة الشيخ قبل حضوري إلى المملكة كنت أملك غنم في السودان، وفي يوم من الأيام حصل بيني وبين أحد المزارعين خلاف، وعليه حضرت ليلاً إلى المزرعة، وإلى زرع هذا الرجل المذكور بغنمي وأتلفت الزرع عن بكرة أبيه، وهربت ليلاً من ذلك المكان، وكان ذلك قبل ما يقارب من عشر سنوات أو ثلاثة عشر سنة تقريباً، واعترفت بذلك يا فضيلة الشيخ في كل ما فعلت في ذلك الوقت كان عمداً وبقصدٍ مني، ولكن بعد أن منّ الله علي بالهداية ندمت ندماً شديداً لا يعلم به إلا الله عز وجل، واستغفرت الله كثيراً على ما ارتكبت من جرم في حق هذا الرجل، والآن يا سماحة الشيخ أود أن أكفر عن ما فعلت، أنا في انتظار فتواكم، مع العلم بأن هذا الشخص المذكور توفي؟ فأرجو الإفادة حول سؤالي.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: الواجب عليك يا أخي التوبة إلى الله جل وعلا، لأن هذه جريمة وظلم فالواجب عليك التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى – توبة صادقة بالندم على ما مضى منك، والإقلاع والعزم أن لا تعود في مثل هذه الأمور، وعليك أن تغرم له ما أتلفت عليه من قيمته، عليك أن تغرم لورثته قيمته، تعطيهم القيمة وافية مع سؤال الله جل وعلا العفو والتوبة - سبحانه وتعالى -، وهذا منكرٌ عظيم وظلمٌ عظيم فعليك أن تحتاط في معرفة القيمة وتعطيهم قيمة ما أتلفت عليهم، ومع التوبة يغفر الله عما سلف، والحمد لله.