الحكمة من الإسرار في صلاة النهار والجهر في صلاة الليل

لماذا كانت صلوات الليل جهرية، وصلوات النهار سرية؟

الإجابة

الأقرب -والله أعلم- أن الحكمة في ذلك أن النهار محل العمل ومحل الأخذ والعطاء والاجتماع فالسر أجمع للقلب، إذا قرأ سراً أجمع لقلبه وأخشع لقلبه حتى يتدبر، والليل محل الخلوة في البيت ومع الأهل ومحل الخلوة بالله عز وجل، فإذا جهر كان أنشط له، وأقرب إلى انتفاعه بالقراءة، وأبعد عن النوم، فهو في الليل يقرأ جهرةً ليتدبر كتاب الله، ولينشط في قراءته ويجمع قلبه على ذلك؛ لأن ما حوله هادئ، فليس عنده مشاغل، فيرفع صوته حتى يجمع قلبه على القراءة ويتدبرها بصوت مرفوع رفعاً لا يشق عليه، ولا يؤذي من حوله إذا كان حوله نوَّام أو مصلون أو قراء لا يرفع، لا يؤذيهم ولا يشق عليهم، لكن رفعاً خفيفاً أما إذا كان ما حوله أحد فيكون رفعه وسطاً، يطرد الشيطان، ويعينه على النشاط والتدبر.