حكم من تمنى لزوجته بالموت ثم بعد سنة توفيت

الوالدان غصباني على الزواج من بنت عمي، وتزوجتها خوفاً من معصيتهما، وفكرت فيما بعد في تطليقها لكني خفت أيضاً، ومن شدة غضبي تمنيت لها الموت، وبعد سنة توفيت على ولادة وخلفت بنتاً، ثم إني ندمت عدة مرات وبكيت كثيراً، حتى ظننت أني أنا السبب، هل أنا آثم في ذلك؟ أفتوني جزاكم الله خيراً.

الإجابة

ليس عليك بأس في ذلك إن شاء الله فإن تمني الموت ليس من الدعاء وليس من الظلم بل هذا من شدة غضبك عليها وبغضك لها فلا يضرك ذلك, تمني الموت ما يضر الناس تمني الموت إنما يتعب صاحبه, أما التمني فلا يضر المتمنى له في الشيء فلو تمنيت أن يكون فقيرا قد يقال في هذا أنه من باب تعاطي ما لا ينبغي للمؤمن؛ لأنه مؤمن إنما يحب لأخيه ما يحب لنفسه, والمؤمن لا يحب لنفسه الموت فلا يحبه لأخيه فقصارى ما في هذا أنه لا ينبغي لك تمنيه, ولكن ليس هذا هو السبب في موتها ولا ينبغي لك في مثل هذا أن تجزع بل تحمد الله على ما حصل, وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون, وتستغفر الله على ما حصل منك والتوبة بابها مفتوح والحمد لله, فقصارى ما في هذا أنك تمنيت شيئاً لا ينبغي لك أن تفعله لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقد يدخل هذا في هذا, ويقال إنك تمنيت شيئاًَ لا ترضاه لنفسك فكيف تتمناه لأختك في الله, فأكثر ما فيها أن تكون أخطأت في هذا فعليك التوبة والاستغفار والحمد لله.