الإجابة:
أشكر المؤسسة الخيرية على جهودها الطيبة في مجال كفالة الأيتام
وغيرها، وأسأل الله تعالى أن يعينها في ذلك، وأن يثيبها عليه.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار
بالسبابة والوسطى. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: (كافل اليتيم
القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك). وقال المفسرون
في قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا
رِزْقاً قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ
عِندِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ} [سورة آل عمران: الآية 37] أي: ضمها إليه على قراءة
تخفيف الفاء، وفي قوله: {أَيُّهُمْ
يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}
[سورة آل عمران: الآية 44] أي: يربيها ويحضنها كما في الجلالين
والقرطبي.
وبهذا عرف أن كفالة اليتيم ليست مجرد النفقة من مطعم ومشرب ومسكن، بل
أهم من ذلك الحضانة والتربية. ومادامت المؤسسة قد قامت بفتح دور يجد
فيها اليتيم كل ما يحتاج إليه من مسكن ومطعم وعلاج وتعليم، فأرجو أن
تتحقق بذلك الكفالة إذا أضيف إلى ذلك تربيتهم حتى يخرجوا من نطاق
اليتيم ببلوغهم عقلاء. أسأل الله تعالى للمؤسسة دوام التوفيق والسداد،
وأن يثيب القائمين عليها إنه هو الكريم الوهاب.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني - باب
صدقة التطوع.