قتل الخطأ

وفي هذه الرسالة قضية قتل طفلة لها وعمرها أربعة أشهر، تقول: بأنها كانت نائمة بجانب أختها، ومن عادتي أن آخذها إلى سريرها كل ليلة حتى لا تكون بجانبي ولا بجانب أختها التي أكبر منها، لكن في هذا اليوم كنت مرهقة ومتعبة؛ فنمت وتركتها بجانب أختها، واستيقظت وهي ملفوفة في البطانية وقد ماتت وازرق جسمها، والآن والدها يهددني ويقول: إنك قتلتيها بإهمالك! وأنا في الحقيقة شديدة الحرص، وكنت دائماً أخذها معي في كل مكان ولا أتركاه لوحدها، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والآن أريد أن أعرف إذا كان علي صوم شهرين، فأنا والله مصابة بفقر الدم وحامل، وإذا كان هناك فدية إعتاق رقبة فكيف أستطيع ذلك وأنا فقيرة، وإذا كان هناك إطعام ستين مسكين فكيف أفعل وأنا أيضاً فقيرة؟ أفيدوني أفادكم الله.

الإجابة

مادام الحال كما ذكرت فليس عليك شيء؛ لأنك لم تتعمدي في قتلها ولم تتسببي في قلتها مادمت لم تنامي عليها ولم تضعي عليها شيئاً يقتلها وإنما ماتت بشيء لا تعلمينه فليس عليك شيء, إما إذا كنت تعلمين شيئاً سبب موتها بأن جعلت عليها شيئاً ثقيلاً غطها حتى ماتت هذا عليك الكفارة وهي عتق عبد أو عبدة عتق ذكراً أو أنثى, فإن لم يتيسر صمتِ شهرين متتابعين, أما إذا كنت لا تعلمين إنما عندما استيقظت وجدتيها قد ماتت فليس عليك شيء؛ لأن الكفارة لا تلزم بمجرد الشك والريب والتهمة لا بد من أمر مضبوط وأنت عليك خوف الله جعل وعلا، وعليك مراقبته إن كنت تعلمين أنك تسببتي في موتها نمت عليها مثلاً, أو وضعت عليها شيئاً ثقيلاً لحافٍ ثقيل حتى رصع وجهها وقطع نفسها فأنت عليك الكفارة وعليك الدية أيضاً. وما ذكرته الأخت السائلة من إطعام ستين مسكين هذا وارد في كفارة القتل سماحة الشيخ؟ لا ما في إلا الصيام والعتق, أما الإطعام فليس فيه إطعام, وإنما الإطعام في كفارة الظهار, وفي كفارة الوطئ في رمضان, أما القتل فليس فيه إلا أمران العتق عند القدرة, فإن عجزت صام شهرين متتابعين قتل الخطأ يعني. وإن عجزت؟ يبقى في ذمته حتى يسهل الله له. هل من الممكن أن يصوم عنه وليه لو مات نعم.