بعض بدع العزاء

ما حكم القراءة، أي: قراءة (يس) على المقابر بعد الفراغ من الدفن وقبله، والتهليل سبعين ألف مرة للميت!! وفي ثالث أيامه يحتفلون ويذبحون خير بقرة له! ثم في الخامس عشر وفي تمام الشهر من وفاة الميت يحتفلون ويذبحون ويأكلون ولا يبالون بما بقي لليتامى والورثة!! ما حكم الشرع في مثل هذا في نظركم جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

كل هذا بدعة لا أصل له في الشرع، (يس) لا تقرأ على الأموات ولا على القبور، وإنما تقرأ على المحتضر قبل أن يموت كما جاء به الحديث الشريف، وإن كان في سنده مقال لكن صححه بعض أهل العلم، فلا بأس بقراءتها على المحتضر قبل أن يموت، قراءة سورة يس، أما قراءتها على الميت بعد الموت أو على القبر فهذا لا أصل له، ولا يشرع، بل هو بدعة، وهكذا التسبيح له، وحتى الاستغفار له سبعين له ألف مرة، هذا لا أصله له، وهكذا الاحتفال بالذبح لله في سابع الموت أو خمسة عشر بعد الموت أو على رأس الشهر أو بعد ذلك على رأس الأربعين أو على رأس السنة كل هذا من البدع، لا يجوز لهم أن يفعلوه لا من أموالهم ولا من أموال الورثة، لأن الرسول ما فعل هذا ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، والخير في اتباعهم، وقد قال الله جل وعلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21) سورة الأحزاب، وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فلا يخص بدعاء ولا باستغفار سبعين ألف ولا عشرة آلاف ولا ألف ولا ألفين لا شيء مقدر، يدعى له بالمغفرة والرحمة ولأموات المسلمين، يتصدق عنه لا بأس، يضحى عنه لا بأس، أما الاحتفال بشيء معين من الذبائح في يوم معين يوم الموت أو ثالث الموت أو عاشر الموت أو خامس عشر أو بعد شهر أو بعد سنة كل هذا من البدع، يجب التناهي عن هذا، ويجب التناصح بين المسلمين في ذلك ويجب على من يعلم إرشاد من لا يعلم، هكذا يجب على المسلمين التناصح والتواصي بالحق، حتى تزول البدع ويقل الشر، قال الله -عز وجل- في وصف الرابحين: وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ سورة العصر. وقال جل وعلا: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة. وأكل الذبائح من أموال اليتامى أو من أموال الورثة ظلم، وإذا رضوا بذلك فهذا جهل وبدعة، ومن عمل الجاهلية، فالواجب الحذر والتناصح.